وهذا ما تلقيناه من أخبار مطماطة (وأما موطن منداس) فزعم بعض الأخباريين من البربر ووقفت على كتابه في ذلك أنه سمى بمنداس بن مغر بن أوريغ بن لهرر بن المساو وهو هوارة وكأنه والله أعلم بشير إلى اداس بن زحيك الذي يقال إنه ربيب هوار كما يأتي في ذكرهم إلا أنه اختلط عليه الامر وكان لمنداس من الولد شرارة وكلتوم وتبكم قال ولما استفحل أمر مطماطة وكان شيخهم لهذا العهد ارهاص بن عصفراص فأخرج منداس من الوطن وغلبه على أمره واعتمر بنوه موطن منداس ولم يزالوا به اه كلامه ولقيه هؤلاء القوم لهذا العهد بجبل أو تبتيش لحقوا به لما غلبهم بنو توجين من زناتة على منداس وصاروا في عداد قبائل الغارمة والله وارث الأرض ومن عليها * (مغيلة) * وهم اخوة مطماطة ولماية كما قلناه واخوتهم ملزورة معدودون منهم وكذلك دونة وكشانة ولهم افتراق في الوطن وكان منهم جمهوران أحدهما بالمغرب الأوسط عند مصب شلف في البحر من صوادر ما دونه المصر لهذا العهد ومن ساحلهم أجاز عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس ونزل بالمنكب فكان منهم أبو قرة المغيلي الدائن بدين الصفرية من الخوارج ملك أربعين سنة وكانت بينه وبين امراء العرب بالقيروان لأول دولة بنى العباس حروب ونازل طبنة وقد قيل إن ابا قرة هذا من بنى مطماطة وهذا عندي صحيح فلذلك أخرت ذكر أخباره إلى أخبار بنى يفرن من زناتة (وكان) منهم أيضا أبو حسان ثار بإفريقية لأول الاسلام وأبو حاتم يعقوب بن لبيب بن مرين ابن يطوفت من مازوز الثائر مع أبي قرة سنة خمسين ومائة وتغلب على القيروان فيما ذكر خالد بن خراش وخليفة بن خياط من علمائهم وذكروا من رؤسائهم أيضا موسى ابن خليد ومليح بن علوان وحسان بن زروال الداخل مع عبد الرحمن وكان منهم أيضا دلول بن حماد أميرا عليهم في سلطان يعلى بن محمد اليفرني وهو الذي اختط تلك ايكرى على اثنى عشر ميلا من البحر وهي لهذا العهد خراب لم يبق منها الا الاطلال ماثلة ولم يبق من مغيلة بذلك الوطن جمع ولا حي وكان جمهورهم الآخر بالمغرب الأقصى وهم الذين تلوا مع أورية وصدينة القيام بدعوة إدريس بن عبد الله لما لحق بالمغرب واجازه وحملوا قبائل البربر على طاعته والدخول في أمره ولم يزالوا على ذلك إلى أن اضمحلت دولة الأدارسة وبقاياهم لهذا العهد بمواطنهم ما بين فاس وصفرون ومكناسة والله وارث الأرض ومن عليها * (مديونه) * وهم من اخوة مغيلة ومطماطة من ولد فاس كما قلناه وكانت مواطن جمهورهم بنواحي تلمسان ما بين جبل بنى راشد لهذا العهد إلى الجبل المعروف بهم قبلة وجدة يتقلبون بظواعنهم في ضواحيه وجهاته وكان بنو يلومى وبنو يفرن من قبلهم يحاورونهم من ناحية المشرق ومكناسة من ناحية
(١٢٥)