فأتبعه عاصم في نفزاوة وقبائلهم وولى على القيروان عبد الملك بن أبي الجعد وجموع نفزاوة الذين كانوا بالقيروان وقتلوه واستولت وربجومة على القيروان وسائر إفريقية وقتلوا من كان بها من قريش وربطوا دوابهم بالمسجد الجامع واشتد البلاء على أهل القيروان وأنكرت ذلك من فعل وربجومة ومن إليهم من نفزاوة برابرة طرابلس الإباضية من هوارة وزنانة فخرجوا واجتمعوا إلى أبي الخطاب عليها واجتمع إليه سائر البربر الذين كانوا هنا لك من زناتة وهوارة وزحف بهم إلى القيروان فقتل عبد الملك بن أبي الجعد وسائر وربجومة ونفزاوة واستولى على القيروان سنة احدى وأربعين ثم ولى على القيروان عبد الرحمن بن رسين وهو من أبناء رستم أمير فارس بالقادسية كان من موالي العرب ومن رؤس هذه البدعة ورحيم أبو الخطاب إلى طرابلس واضطرم المغرب نارا وانتزى خوارج البربر على الجهات فملكوها واجتمعت الصفرية من مكناسة بناحية المغرب منه أربعين ومائة وقدموا عليهم عيسى بن يزيد الأسود وأسسوا مدينة سجلماسة ونزلوها وقدم محمد بن الأشعث واليا على إفريقية من أبى جعفر المنصور فزحفها إليه أبو الخطاب ولقيه بسرت فهزموا ابن الأشعث وقتل البربر ببلاد ريفا وفر عبد الرحمن بن رستم من القيروان إلى تاهرت بالمغرب الأوسط واجتمعت إليه طوائف البربر الإباضية من لماية ولواتة ورجالة ونفزاوة فنزل بها واختط مدينتها سنة أربع وأربعين وضبط ابن الأشعث إفريقية وخاف البربر ثم انتقل بنو يفرن من زناتة ومغيلة من البربر بنواحي تلمسان وقدموا على أنفسهم أبا قرة من بنى يفرن ويقال انه من مغيلة وهو الأصح في شأنه وبويع له بالخلافة سنة ثمان وأربعين ومائة وزحف إليه الأغلب بن سود التميمي عامل طبنة فلما قرب منه هرب أبو قرة فنزل الأغلب الزاب ثم اعتزم على تلمسان ثم طنجة ورجع إليه الجند فرجع ثم انتقض البربر من بعد ذلك أيام عمرو بن حفص من ولد قبيصة بن أبي صفرة أعني المهلب وكان تغلب هوارة منذ سنة احدى وخمسين واجتمعوا بطرابلس وقدموا عليهم أبا حاتم يعقوب بن حبيب بن مرين بن يسطوفت من أمراء مغيلة ويسمى أبا قادم ورجفت بجنود عمر بطبنة في اثنى عشر عسكرا وكان منهم أبو قرة في أربعين ألفا من الصفرية وعبد الرحمن بن رستم في ستة آلاف من الإباضية المسور بن هانئ في عشرة آلاف كذلك وجرير بن مسعود فيمن تبعه من مديونة وعبد الملك بن سكرديد الصنهاجي في ألفين منهم من الصفرية واشتد الحصار على عمر بن حفص فاعمل الحيلة في الخلاف وأعطى ابنه في اتمام ذلك أربعة آلاف وافترقوا وارتحلوا عن طبنة ثم بعث بعثا إلى ابن رستم فهزمه ودخل تاهرت مفلولا وزحف عمر بن حفص إلى أبي حاتم والبربر الإباضية الذين معه ونهضوا إليه
(١١٢)