والقرى والمزارع ثم بلاد الجريد قبلة تونس وهي نقطة وتوزر وقفصة وبلاد نقزاوة وتسمى كلها بلاد قسطيلة مستبحرة العمران مستحكمة الحضارة مشتملة على النخل والأنهار ثم قابس قبلة سوسة وهي حاضرة البحر من أعظم أمصار إفريقية وكانت دار ملك لابن غانية كما نذكره بعد وتشتمل على النخل والأنهار والمزارع ثم فزان وودان قبلة طرابلس قصور متعددة ذات نخل وأنهار وهي أول ما افتتح المسلمون من أرض إفريقية لما أغزاها عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ثم الواحات قبلة برقة ذكرها المسعودي في كتابه وما وراء هذه كلها في جهة الجنوب فقفار ورمال لا تنبت زرعا ولا مرعى إلى أن تنتهي إلى العرق الذي ذكرناه ومن ورائه مجالات المتلثمين كما قلناه مفاوز معطشة إلى بلاد السودان وما بين بلاد هذه والجبال التي هي سياج التلول بسائط متلون مزاجها تارة بمزاج التلول وتارة بمزاج الصحراء بهوائها ومياهها ومنابتها وفيها القيروان وجبل أوراس معترض وسطها وبلاد الحضنة حيث كانت طبنة ما بين الزاب والتل وفيها مغرة والمسيلة وفيها السرسو قبلة تلمسان حيث تاهرت فيها جبل دير وقبلة فاس معترض في تلك البسائط هذا حد المغرب من جهة القبلة والجنوب وأما من جهة الشرق فيختلف باختلاف اصطلاحات فعرف أهل الجغرافيا انه بحر أهل القلزم المنفجر من بحر اليمن هابط على سمت الشمال وباغراب يسير إلى المغرب حتى ينتهى إلى القلزم والسويس ويبقى بينهم من هنا لك وبين سمته من البحر الرومي مسيرة يومين وينقطع عند السويس والقلزم وبعده عن مصر في جهة الشرق ثلاثة أيام هذا آخر المغرب عندهم ويدخل فيه إقليم مصر وبرقة وكان المغرب عندهم جزيرة أحاطت بها البحار من ثلاث جهاتها كما تراه وأما العرف الجاري لهذا العهد بين سكان هذه الأقاليم فلا يدخل فيه إقليم مصر ولا برقة وانما يختص بطرابلس وما وراءها إلى جهة المغرب في هذا العرف لهذا العهد وهذا الذي كان في القديم ديار البربر ومواطنهم فأما المغرب الأقصى منه وهو ما بين وادى ملوية من جهة الشرق إلى اسفى حاضرة البحر المحيط وجبال درن من جهة الغرب فهي في الأغلب ديار المصامدة من أهل درن وبر غواطة وغمارة وآخر غمارة بطوية مما يلي غساسة ومعهم عوالم من صنهاجة ومضغره وأوربا وغيرهم يحيط به البحر الكبير من غربيه والرومي من شماليه والجبال الصاعدة المتكاثفة مثل درن وجانب القبلة وجبال تازا من جهة الشرق لان الجبال أكثر ما هي وأكنف قرب البحار بما اقتضاه التكوين من ممانعة البحار بها فكانت جبال المعرب لذلك أكثر ساكنها من المصامدة في الأغلب وقيل من صنهاجة وبقيت البسائط من الغرب مثل ازغاو وتامسنا وتادلاود كالة واعتمرها الظواعن من البربر الطارئين
(١٠١)