ألفا فكان من هزيمة العرب لهم وفتحهم لسبيطلة وتخريبهم إياها وقتلهم جرجير ملكهم وما نفلهم الله من أموالهم وبناتهم التي اختصت منهن ابنته بقاتله عبد الله بن الزبير لعهد المسلمين له بذلك بعد الهزيمة وخلوصه بخبر الفتح والملا من المسلمين بالمدينة ما هو كله مذكور مشهور ثم أرزئ الفرنجة ومن معهم من الروم بعد الهزيمة وخلوصه بخبر الفتح إلى حصون إفريقية وانساح المسلمون في البسائط بالغارات ووقع بينهم وبين البربر أهل الضواحي زحوف وقتل وسبى حتى لقد حصل في أسرهم يومئذ من ملوكهم وزمار بن صقلاب جد بنى حزر وهو يومئذ أمير مغوارة وسائر زنانة ورفعوه إلى عثمان بن عفان فأسلم على يده ومن عليه وأطلقه وعقد له على قومه ويقال انما وصله وافدا وحصن المسلمين عليهم ولاذ الفرنج بالسلم وشرطوا لابن أبي سرح ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يرحل عنهم بالعرب ويخرج بهم من بلادهم ففعل ورجع المسلمون إلى المشرق وشغلوا بما كان من الفتن الاسلامية ثم كان الاجتماع والاتفاق على معاوية بن أبي سفيان وبعث معاوية بن خديج السكرنى من مصر لافتتاح إفريقية سنة خمس وأربعين وبعث ملك الروم من القسطنطينية عساكره لمدافعتهم في البحر فلم تغن شيئا وهزمهم العرب بسائر أجم وحاصروا جلولاء وفتحوها وقفل معاوية بن خديج إلى مصر فولى معاوية بن أبي سفيان على إفريقية بعده عقبة بن نافع فاختط القيروان وافترق أمر الفرنجة وصاروا إلى الحصون وبقي البربر بضواحيهم إلى أن ولى يزيد ابن معاوية وولى على إفريقية أبا المهاجر مولى وكانت رياسة البربر يومئذ في أوربا لكسيلة بن لمزم وهو رأس البرانس ومرادفه سكرديد بن رومى بن ما زرت من أوربا وكان على دين النصرانية فأسلما لأول الفتح ثم ارتدا عند ولاية أبى المهاجر واجتمع إليهما البرانس وزحف إليهم أبو المهاجر حتى نزل عيون تلمسان فهزمهم وظفر بكسيلة فأسلم واستبقاه ثم جاء عقبة بعد أبي المهاجر فنكبه غيظا على صحابته لابي المهاجر ثم استفتح حصون الفرنجة مثل ماغانة ولميس ولقيه ملوك البربر بالزاب وتاهرت فغضهم جمعا بعد جمع ودخل المغرب الأقصى واطاعته غمارة وأميرهم يومئذ بليان ثم أجاز إلى ولى ثم إلى جبال درن وقتل المصامدة وكانت بينهم وبينه حروب وحاصروه بجبال درن ونهضت إليهم جموع زناتة وكانوا خالصة للمسلمين منذ اسلام مغراوة فأفرجت المصامدة عن عقبة وأثخن فيهم حتى حملهم على طاعة الاسلام ودوخ بلادهم ثم أجاز إلى بلاد السوس لقتال من بها من صنهاجة أهل اللثام وهم يومئذ على دين المجوسية ولم يدينوا بالنصرانية فأثخن فيهم وانتهى إلى تارود أنت وهزم جموع البربر وقاتل مسوفة من وراء السوس وساسهم وقفل راجعا وكسيلة أثناء هذا كله في اعتقاله بجمعه معه
(١٠٨)