وقد يقال: إن الظاهر من سيرة أهل الرجال أن مزكي الرواة للطبقة اللاحقة غير عالمين بتحقق العدالة فيمن زكاه، بل ولا ظانين بظن العشرة ولو بحسن الظاهر، وكذلك الجارحون. بل نعلم أن بناءهم في كل منهما على الركون على أقوال من سلف منهم، بل ربما يعللون ترجيحاتهم صريحا بذلك (1). انتهى.
والظهور المتقدم بالادعاء أقوى في كلام بعض أرباب الرجال كالعلامة في الخلاصة، وغيره، حيث إن العلامة في الخلاصة كثير الأخذ من كتاب النجاشي، كما يرشد إليه ما ذكره الشهيد الثاني في بعض تعليقات الخلاصة عند ترجمة عبد الله بن ميمون من " أن الذي اعتبر بالاستقراء من طريقة العلامة في الخلاصة أن ما يحكيه أولا من كتاب النجاشي، ثم يعقبه غيره إن اقتضى الحال " (2).
وكذا ما ذكره عند ترجمة حجاج بن رفاعة من " أن المعلوم من طريقة العلامة في الخلاصة أنه ينقل في كتابه لفظ النجاشي في جميع الأبواب، ويزيد عليه ما يقبل الزيادة " (3).
ومقتضى كلامه في ترجمة عباس بن معروف: المبالغة في متابعة الخلاصة لكتاب النجاشي (4).
ولعله مقتضى كلامه في ترجمة الحسن بن محمد بن الفضل (5).
بل وقع للعلامة في الخلاصة اشتباهات في متابعة النجاشي.
وتفصيل تلك المراحل موكول إلى الرسالة المعمولة في حال النجاشي.