ومن قبيل المقام ما ذكره الشهيد في الدراية (1)، وكذا في حاشية الخلاصة نقلا عند ترجمة يحيى بن وثاب (2) من أن أصحابنا الذين صنفوا في الرجال تركوا ذكر الأعمش، ولقد كان حريا بالذكر لاستقامة فضله، وقد ذكره العامة في كتبهم وأثنوا عليه، مع اعترافهم بتشيعه (3).
ومقصوده بالأعمش هو سليمان بن مهران، وقد يطلق الأعمش على إسماعيل بن عبد الله (4)، لكن قد تعرض لحال الأعمش - من قبل الشهيد - الشيخ في الرجال (5) وابن داوود (6) ومن بعده السيد الداماد (7)، وشيخنا البهائي في حاشية الخلاصة، والعلامة البهبهاني (8) والفاضل الخواجوئي (9) على ما حكي عنهم.
قال شيخنا البهائي نقلا: وكان إمامي المذهب كما هو مذكور في كتب المخالفين، وله مع أبي حنيفة حكاية تدل على حسن حاله أوردها الغزالي في الإحياء، وعن ابن حجر: أنه ثقة حافظ عارف بالقراءات وورع لكنه مدلس (10)، وعن الذهبي أنه أحد الأعلام (11).