التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٩٧
منه فسمي به ويستقبل أولا حجرته الشريفة مما يلي الرأس فيقوم عند الأسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن وهو مستقبل القبلة ومنكبه الأيسر إلى جانب القبر والأيمن مما يلي المنبر ويدعو كما في صحيحة معاوية بن عمار وغيرها ثم يأتي جانب الحجرة القبلي فيستقبل وجهه صلى الله عليه وآله ويدعو كما ذكره المفيد وغيره كل ذلك بخضوع وحسن أدب وتقصير من الخطى لأن له بكل خطوة حسنة وأن يقبل الضريح إن لم يكن تقية فإن القوم يكرهونه وروي في بعضهم تقبيل القبر وكذا تقبيل الأعتاب كما رواه ابن طاوس في مصباح الزاير في زيارة أمير المؤمنين (ع) وغيره على ما نقله صاحب البحار وفي الدروس لم نقف فيه على نص نتعبد به ولكن عليه الإمامية وهو في تعظيم الشعاير وأن يزور بالمأثور وهي كثيرة جدا سيما الزيارات الجامعة التي تصلح أن يزار بها كل منهم (ع) فإنها وقد دون المتأخرون منها بضعة عشر زيارة أخصرها ما روي عن الرضا (ع) وهي السلام على أولياء الله وأصفيائه السلام على أمناء الله وأحبائه السلام على أنصار الله وخلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظهري أمر الله ونهيه السلام على الدعاة إلى الله السلام على المستقرين في مرضات الله السلام على المخلصين في طاعة الله السلام على الأدلاء على الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عاد الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله أشهد الله أني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس من الأولين والآخرين وأبرأ إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين قال يجزي هذا في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد والأئمة تسمي واحدا واحدا بأسمائهم وتبرء من أعدائهم و تخير ما شئت من الدعاء لنفسك والمؤمنين والمؤمنات ويكفي في صدق الزيارة القريبة وترتب ثوابها الحضور والتسليم وإن كان بغير المأثور ويضع عليه خده الأيمن بعد الفراغ من الزيارة داعيا بالمأثور أو غيره متضرعا ثم خده الأيسر على الضريح أيضا سائلا من الله بحقه وحق القرآن أن يجعله من أهل شفاعته واعلم أن القياس تانيت وصفى الخدين ولكنه تبع بعض ألفاظ الروايات ووري وضعهما على القبر أيضا وفي أخرى على الأرض وأن يصلي ركعتي زيارة النبي صلى الله عليه وآله وفاطمة (ع) عند الروضة وهي ما بين القبر والمنبر سميت بذلك لما استفاض عنه صلوات الله برواية الفريقين ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وفي الحديث لو كشف لكم لرأيتم وفي أكثرها لفظ بيتي بدل قبري وكان التعبير به أجود و يقال إن فاطمة (ع) مدفونة ثمة فيستحب أن يزورها فيها ويزورها في بيتها أيضا لما صح من طرقنا أنها مدفونة فيه وأن بني أمية لما زادوا في المسجد صارت فيه وصححه بعض الناقدين من علماء القوم وفي البقيع أيضا كما قاله شاذ من علمائنا وهو المشهور بينهم وإنما دفنها أمير المؤمنين (ع) وأبهم قبرها بوصية منها إليه اختفاء عن العصابة التي منعتها حقها كما نقله عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وغيره ويصلى صلاة الزيارة لغيرهما عند رأسه وفي بعض الروايات خلفه يجعل القبر أمامه تجاه القبلة ويدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في وقته لمهماته وليعم في الدعاء فإنه أقرب إلى الإجابة كما تقدم في بابه والظاهر أنه لا يخرج بابدال الضمير المتكلم بالمتكلمين ونحوه عن المأثور وأن يتلو بعد ذلك شيئا من القرآن ويهديه للمزور تعظيما له وقضاء لحقه ويودع عند إرادة الانصراف إلى أهله بالمأثور فإن لم يتفق فبغيره مما يتضمن مسألة القبول والاعتذار عن التباعد والمهاجرة عن الجوار وسؤال توفيق العود من الله وأن لا يجعله آخر العهد من زيارته ونحو ذلك ثم يخرج قهقري من غير استدبار حتى يتوارى عنه الضريح وهكذا يفعل كلما قضى وطره من الزيارة وأراد الخروج من القبة لحاجته ومن الآداب أن يكرم خدام تلك البقعة المقدسة وسدنتها ومجاوريها بصلتهم ومفاتحتهم بالسلام والاستشفاء بسؤرهم والتبرك بهم والتماس الدعاء منهم وغير ذلك من أنواع التعظيم فإنه يرجع إلى تعظيم صاحبها كما في المشاهد ويستحب مؤكدا أن يكثر الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله فإن الصلاة فيه بألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام سيما الروضة فإنها أفضل بقاعه ويجوز للمسافر أن يصوم بالمدينة ثلاثة أيام للحاجة كما سبق معتكفا في المسجد أولها يوم الأربعاء مصليا كل يوم وليلة عند أسطوانة مبتدئا بأسطوانة أبي لبابة الأنصاري وهي أسطوانة التوبة التي كان ربط نفسه إليها حتى نزل عذره من السماء فيصلي عندها ليلة الأربعاء ويقعد عندها يومه ثم يأتي ليلة الخميس ما يليها إلى مقام النبي فيقعد عندها ليله ويومه ثم يأتي ليلة الجمعة ما يلي المقام كذا في صحيحة ابن عمار وفي حسنة الحلبي الابتداء بالأسطوانة التي عند القبر التي يلي رأس النبي صلى الله عليه وآله والتثنية بأسطوانة أبي لبابة والختم بالتي المقام وكلها خالية عن ذكر الاعتكاف ويستحب أن يأتي المساجد بها كمسجد قبا وهو المسجد الذي أسس على التقوى وعن عقبة بن خالد قال سألت أبا عبد الله (ع) إنا نأتي المساجد التي حول المدينة بأيها أبدأ فقال أبدأ بقبا فصل فيه فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة الحديث ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح كما في صحيحة ابن عمار وهو الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الأحزاب فاستجاب الله له وحصل أعظم فتوح الاسلام على يد أمير المؤمنين (ع) بقتله عمرو بن عبد الله بن عبد ود مضر بن مالك بن جبل بن عامر بن لوي فارس العرب وأوحدها ومسجد الفضيخ بالفاء والضاد والخاء المعجمتين وهو شراب يتخذ من بسر مفضوخ أي مشدوخ وكانوا في الجاهلية يفضخون فيه التمر لذلك فسمي به وفي رواية سمي به لنخل يسمى الفضيخ والظاهر أنه كان اسما لنخلة مخصوصة ثمة فبادت وذهب اسمها ومن ثم ليس له ذكر فيما رأيناه من كتب اللغة ومشربة أم إبراهيم وهي مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله ومصلاه لما اعتزل نساءه وقبور الشهداء بأحد خصوصا قبر حمزة وخصوصا الاثنين والخميس تأسيا بفاطمة (ع) وتتأكد أعمال البر
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360