منه فسمي به ويستقبل أولا حجرته الشريفة مما يلي الرأس فيقوم عند الأسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن وهو مستقبل القبلة ومنكبه الأيسر إلى جانب القبر والأيمن مما يلي المنبر ويدعو كما في صحيحة معاوية بن عمار وغيرها ثم يأتي جانب الحجرة القبلي فيستقبل وجهه صلى الله عليه وآله ويدعو كما ذكره المفيد وغيره كل ذلك بخضوع وحسن أدب وتقصير من الخطى لأن له بكل خطوة حسنة وأن يقبل الضريح إن لم يكن تقية فإن القوم يكرهونه وروي في بعضهم تقبيل القبر وكذا تقبيل الأعتاب كما رواه ابن طاوس في مصباح الزاير في زيارة أمير المؤمنين (ع) وغيره على ما نقله صاحب البحار وفي الدروس لم نقف فيه على نص نتعبد به ولكن عليه الإمامية وهو في تعظيم الشعاير وأن يزور بالمأثور وهي كثيرة جدا سيما الزيارات الجامعة التي تصلح أن يزار بها كل منهم (ع) فإنها وقد دون المتأخرون منها بضعة عشر زيارة أخصرها ما روي عن الرضا (ع) وهي السلام على أولياء الله وأصفيائه السلام على أمناء الله وأحبائه السلام على أنصار الله وخلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظهري أمر الله ونهيه السلام على الدعاة إلى الله السلام على المستقرين في مرضات الله السلام على المخلصين في طاعة الله السلام على الأدلاء على الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عاد الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله أشهد الله أني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس من الأولين والآخرين وأبرأ إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين قال يجزي هذا في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد والأئمة تسمي واحدا واحدا بأسمائهم وتبرء من أعدائهم و تخير ما شئت من الدعاء لنفسك والمؤمنين والمؤمنات ويكفي في صدق الزيارة القريبة وترتب ثوابها الحضور والتسليم وإن كان بغير المأثور ويضع عليه خده الأيمن بعد الفراغ من الزيارة داعيا بالمأثور أو غيره متضرعا ثم خده الأيسر على الضريح أيضا سائلا من الله بحقه وحق القرآن أن يجعله من أهل شفاعته واعلم أن القياس تانيت وصفى الخدين ولكنه تبع بعض ألفاظ الروايات ووري وضعهما على القبر أيضا وفي أخرى على الأرض وأن يصلي ركعتي زيارة النبي صلى الله عليه وآله وفاطمة (ع) عند الروضة وهي ما بين القبر والمنبر سميت بذلك لما استفاض عنه صلوات الله برواية الفريقين ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وفي الحديث لو كشف لكم لرأيتم وفي أكثرها لفظ بيتي بدل قبري وكان التعبير به أجود و يقال إن فاطمة (ع) مدفونة ثمة فيستحب أن يزورها فيها ويزورها في بيتها أيضا لما صح من طرقنا أنها مدفونة فيه وأن بني أمية لما زادوا في المسجد صارت فيه وصححه بعض الناقدين من علماء القوم وفي البقيع أيضا كما قاله شاذ من علمائنا وهو المشهور بينهم وإنما دفنها أمير المؤمنين (ع) وأبهم قبرها بوصية منها إليه اختفاء عن العصابة التي منعتها حقها كما نقله عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وغيره ويصلى صلاة الزيارة لغيرهما عند رأسه وفي بعض الروايات خلفه يجعل القبر أمامه تجاه القبلة ويدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في وقته لمهماته وليعم في الدعاء فإنه أقرب إلى الإجابة كما تقدم في بابه والظاهر أنه لا يخرج بابدال الضمير المتكلم بالمتكلمين ونحوه عن المأثور وأن يتلو بعد ذلك شيئا من القرآن ويهديه للمزور تعظيما له وقضاء لحقه ويودع عند إرادة الانصراف إلى أهله بالمأثور فإن لم يتفق فبغيره مما يتضمن مسألة القبول والاعتذار عن التباعد والمهاجرة عن الجوار وسؤال توفيق العود من الله وأن لا يجعله آخر العهد من زيارته ونحو ذلك ثم يخرج قهقري من غير استدبار حتى يتوارى عنه الضريح وهكذا يفعل كلما قضى وطره من الزيارة وأراد الخروج من القبة لحاجته ومن الآداب أن يكرم خدام تلك البقعة المقدسة وسدنتها ومجاوريها بصلتهم ومفاتحتهم بالسلام والاستشفاء بسؤرهم والتبرك بهم والتماس الدعاء منهم وغير ذلك من أنواع التعظيم فإنه يرجع إلى تعظيم صاحبها كما في المشاهد ويستحب مؤكدا أن يكثر الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله فإن الصلاة فيه بألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام سيما الروضة فإنها أفضل بقاعه ويجوز للمسافر أن يصوم بالمدينة ثلاثة أيام للحاجة كما سبق معتكفا في المسجد أولها يوم الأربعاء مصليا كل يوم وليلة عند أسطوانة مبتدئا بأسطوانة أبي لبابة الأنصاري وهي أسطوانة التوبة التي كان ربط نفسه إليها حتى نزل عذره من السماء فيصلي عندها ليلة الأربعاء ويقعد عندها يومه ثم يأتي ليلة الخميس ما يليها إلى مقام النبي فيقعد عندها ليله ويومه ثم يأتي ليلة الجمعة ما يلي المقام كذا في صحيحة ابن عمار وفي حسنة الحلبي الابتداء بالأسطوانة التي عند القبر التي يلي رأس النبي صلى الله عليه وآله والتثنية بأسطوانة أبي لبابة والختم بالتي المقام وكلها خالية عن ذكر الاعتكاف ويستحب أن يأتي المساجد بها كمسجد قبا وهو المسجد الذي أسس على التقوى وعن عقبة بن خالد قال سألت أبا عبد الله (ع) إنا نأتي المساجد التي حول المدينة بأيها أبدأ فقال أبدأ بقبا فصل فيه فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة الحديث ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح كما في صحيحة ابن عمار وهو الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الأحزاب فاستجاب الله له وحصل أعظم فتوح الاسلام على يد أمير المؤمنين (ع) بقتله عمرو بن عبد الله بن عبد ود مضر بن مالك بن جبل بن عامر بن لوي فارس العرب وأوحدها ومسجد الفضيخ بالفاء والضاد والخاء المعجمتين وهو شراب يتخذ من بسر مفضوخ أي مشدوخ وكانوا في الجاهلية يفضخون فيه التمر لذلك فسمي به وفي رواية سمي به لنخل يسمى الفضيخ والظاهر أنه كان اسما لنخلة مخصوصة ثمة فبادت وذهب اسمها ومن ثم ليس له ذكر فيما رأيناه من كتب اللغة ومشربة أم إبراهيم وهي مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله ومصلاه لما اعتزل نساءه وقبور الشهداء بأحد خصوصا قبر حمزة وخصوصا الاثنين والخميس تأسيا بفاطمة (ع) وتتأكد أعمال البر
(١٩٧)