فصل والكنايات في الطلاق نوعان ظاهرة وهي الألفاظ الموضوعة للبينونة، لأن معنى الطلاق فيها أظهر. (وهي) أي الكنايات الظاهرة (ست عشرة) كناية: (أنت خلية) هي في الأصل الناقة تطلق من عقالها ويخلى عنها ويقال للمرأة: خلية كناية عن الطلاق قاله الجوهري. وجعل أبو جعفر مخلاة كخلية.
ويفرق بينهما. قاله في المبدع: (وبرية) بالهمز وتركه، (وبائن) أي منفصلة، (وبتة) أي مقطوعة، (وبتلة) أي منقطعة وسميت مريم البتول لانقطاعها عن النكاح بالكلية. (وأنت حرة) لأن الحرة هي التي لا رق عليها ولا شك أن النكاح رق وفي الخبر: فاتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم. أي أسراء والزوج ليس له على الزوجة إلا رق الزوجية، فإذا أخبر بزوال الرق فهو الرق المعهود وهو رق الزوجية. (وأنت الحرج) بفتح الحاء والراء يعني الحرام والاثم. (وحبلك على غاربك) هو مقدم السنام أي أنت مرسلة مطلقة غير مشدودة ولا ممسكة بعقد النكاح. (وتزوجي من شئت، وحللت للأزواج، ولا سبيل لي عليك). السبيل الطريق يذكر ويؤنث. (ولا سلطان لي عليك، وأعتقتك، وغطي شعرك، وتقنعي وأمرك بيدك). النوع الثاني (خفية) لأنها أخفى في الدلالة من الأولى وهي الألفاظ الموضوعة للطلقة الواحدة ما لم ينو أكثر، (نحو: أخرجي، واذهبي، وذوقي، وتجرعي، وخليتك، وأنت مخلاة)، أي مطلقة من قولهم خلي سبيلي فهو مخلي. (وأنت واحدة) أي منفردة، (ولست لي بأمرة، واعتدي، واستبرئي) من استبراء الإماء، ويأتي: (واعتزلي) أي كوني وحدك في جانب (والحقي بأهلك، ولا حاجة لي فيك، وما بقي شئ، وأعفاك الله، والله قد أراحك مني، واختاري، وجرى القلم، وكذا بلفظ الفراق والسراح). وما تصرف منهما غير ما تقدم استثناؤه في الصريح. (وقال ابن عقيل: إن الله قد طلقك كناية خفية وكذا فرق الله بيني وبينك في الدنيا والآخرة. وقال الشيخ في) رجل قاله لزوجته: (إن أبرأتني فأنت طالق فقالت: أبرأك الله مما تدعي النساء على الرجال، فظن أنه يبرأ