____________________
(1) أما في الجزء الاستحبابي فلا موضوع لهذا البحث إذ لا وجود له كي تتصور فيه الزيادة أو النقص لما عرفت مرارا من منافاة الجزئية للاستحباب، إذ أن مقتضى الأول الدخل في الماهية وتقومها به لتركبها منه، ومقتضى الثاني عدم الدخل وجواز الترك. وهذا من غير فرق بين جزء الطبيعة وجزء الفرد إذ لا يزيد هو عليها إلا بإضافة الوجود ففرد الطبيعة ليس إلا الطبيعة الموجودة بعينها ولا يزيد عليها من حيث كونه فرد لها بشئ أصلا، وأما ساير الملابسات والخصوصيات التي تقترن بها الأفراد مما يوجب المزية أو النقيصة أو لا يوجب شيئا منهما فهي خارجة عن حقيقة الفرد كخروجها عن نفس الطبيعة، وإنما هي من العوارض اللاحقة للأفراد كقصر زيد وطوله وسواده وبياضه ونحو ذلك فإنها غير مقومة لفرديته للانسان، كما أنها غير دخيلة في الطبيعة نفسها، فلا يتصور التفكيك بفرض شئ جزءا للفرد وعدم كونه جزءا للطبيعة كما لا يخفى.
وعلى الجملة فالجزئية تساوق الوجوب ولا تكاد تجتمع مع الاستحباب فالجزء الاستحبابي غير معقول وما يترائى منه ذلك كالقنوت فليس هو من الجزء في شئ بل مستحب نفسي ظرفه الواجب فلا تتصور فيه الزيادة كي تشمله أدلة قادحية الزيادة. نعم الاتيان به في غير مورد
وعلى الجملة فالجزئية تساوق الوجوب ولا تكاد تجتمع مع الاستحباب فالجزء الاستحبابي غير معقول وما يترائى منه ذلك كالقنوت فليس هو من الجزء في شئ بل مستحب نفسي ظرفه الواجب فلا تتصور فيه الزيادة كي تشمله أدلة قادحية الزيادة. نعم الاتيان به في غير مورد