لا يكون كذلك بل يفتقر في هذا الانتزاع إلى ملاحظه امر وراء نفس الذات والحقيقة كانتسابه إلى شئ ما أو انضمام شئ ما اليه أو غير ذلك فالأول هو مفهوم الواجب لذاته الحق الأول ونور الأنوار على لسان الاشراق الوحدة الحقيقية عند الفيثاغورثيين وحقيقة الحقائق عند الصوفية والثاني لا يكون ممتنعا لذاته بعد ما جعلنا المقسم الموجود فلنسمه ممكنا سواء ا كان ماهية أو انية الا ان موجودية الماهيات بانضمام الوجود إليها و انصباغها به وموجودية الوجودات بصدورها عن الجاعل التام كوقوع الأضواء والاظلال على الهياكل والقوابل بل بتطوره بالأطوار الوجودية المنسوبة إلى الماهيات بنحو الانصباغ والاتصاف والاستكمال والى القيوم الجاعل على نحو القيام والنزول والتشعشع والالتماع والتجلي والفيض والرشح إلى غير ذلك مما يليق بتقدسه وغناه عما سواه فمصداق حمل مفهوم الموجود العام ومبدء انتزاع هذا المعنى الكلى في الواجب لذاته هو نفس ذاته بذاته بلا ملاحظه جهة أخرى واعتبار امر آخر غير ذاته من الحيثيات الانضمامية أو الانتزاعية التعليلية أو التقيدية وفي الممكن بواسطة حيثية أخرى انضمامية اتحادية إذا أريد به الماهية أو ارتباطية تعلقية إذا أريد به نحو من الوجود وإذ سينكشف لك بنحو البرهان ان موجودية الممكن ليست الا باتحاده مع حقيقة الوجود كما أشير اليه وان مناط امكان وجوده ليس الا كون ذلك الوجود متعلقا بالغير مفتقرا اليه ومناط الواجبية ليس الا الوجود الغنى عما سواه فامكان الماهيات الخارجة عن مفهومها الوجود عبارة عن لا ضرورة وجودها وعدمها بالقياس إلى ذاتها من حيث هي هي وامكان نفس الوجودات هو كونها بذواتها مرتبطة ومتعلقه وبحقائقها روابط وتعلقات إلى غيرها فحقائقها حقائق تعلقية وذواتها ذوات لمعانيه لا استقلال لها ذاتا ووجودا بخلاف الماهيات الكلية فإنها وان لم يكن لها ثبوت قبل
(٨٦)