الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
ولا بالحد (1) بل بالمشاهدة الحضورية (2) أو بالرسم من جهة آثارها ولوازمها فإذا نقل الكلام إلى كيفية معرفه تلك اللوازم والرسوم يقال تلك اللوازم سواء ا كانت بسائط أو مركبات انما يعرف بوجه من الوجوه لا بكنهها وحقائقها ومن قال إن البسائط غير معقوله أراد انها غير معقوله بحقائقها وبحسب كنهها لا انها لا تعرف بوجه من الوجوه ولو بمفهوماتها العامة كالشيئية والممكنية وغيرهما.
بل الحق في هذا المقام ان يستفسر من القائل بكون البسائط غير معلومه أكان المراد من البسيط مفهوما بسيطا أو موجودا بسيطا فان أراد بها ان العقل لا يعرف الوجود الخارجي بهويته الشخصية بصوره عقلية مطابقه له فذلك مما له وجه (3)

(1) انما اتى بهما مع أن المعرفة بالحد أيضا اكتناه الماهية والمشاهدة الحضورية أيضا يشمل الاكتناه ليقابل الأول المشاهدة الحضورية والثاني الرسم فقوله لا بكنهها اي لا بصوره عقلية مطابقه لها كما في العلم الحصولي ويعرف بها بداهة وابتداء ا من غير أن يحصل من العلم بالاجزاء كما في التحديد وقوله ولا بالحد اي لا بالجنس والفصل بل بالخواص واللوازم وأيضا لا بكنهها اي لا بالمشاهدة الحضورية التامة وقوله بل بالمشاهدة الحضورية اي في الجملة كما أن علم النفس بذاتها عند كمالها حضوري وعند نقصها أيضا حضوري س ره (2) لا يخفى ان معرفه الأشياء المركبة بالحد وبالرسم كليهما صحيحه في الواقع وعلى مذهب الإمام الرازي وقد أبطل الامام كليهما على مذهب الخصم فلم يحصر معرفه المركبات في معرفه اجزائها حتى يتوجه ذلك المنع وتوجيه كلام المصنف قده انه قد حمل كلام الامام على أنه لا يمكن معرفه المركبات بالرسم كما قال ولا يمكن أيضا ان يكون الخ فانحصر طريق معرفتها في معرفه اجزائها وحينئذ يلزم الخلف فمنع قده بما منع س ره (3) في تنكير الوجه إشارة إلى أن هاهنا تحقيقات أخرى فاعلم أن ما يقال إن الوجود الحقيقي لا يعلم لا يخلو عن اغراء بجهل فان الوجود الحقيقي موضوع العلم الاعلى فكيف لا يعلم بل العلم والمعرفة بالوجود الحقيقي ثلاثة انحاء أحدها العلم الحصولي وهو العلم بالماهيات الموجودة من حيث هي موجوده فإنها علم بانحاء الوجودات الحقيقية بمرائي لحاظها ومن هنا يقال الحدود بقدر الوجود.
وثانيها وهو أيضا حصولي العلم بحقيقة مطلق الوجود بالعنوانات المطلقة المطابقة لها مثل انها مصداق الوجود العام وانها الوحدة الحقه والهوية والنور والحياة والإرادة والعشق والعلم والادراك ونحوها.
وثالثها ومعرفتها الحضورية وهي قسمان.
أحدهما كالعلم الحضوري الذي للنفس بذاتها علما غير اكتناهي فان النفس وجود حقيقي فعلمها بها علم بالوجود اجمالا.
وثانيهما كالعلم الحضوري للنفوس المتألهة بحقيقة الوجود وهو علم الفاني بالمفنى فيه وما يقوله الشيخ وان أول بالوجود يحتاج إلى تفصيل ويشبه بكلام الخطباء المتقاعدين المنكرين للعلم مجلس وعظ دراز است وزمان خواهد شد س ره
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست