له ماهية أصلا وليس شيئا من الأشياء فما لم يكن له نوع تحصل وتحقق اما ذهنا أو خارجا لم يكن ماهية من الماهيات.
فان قلت فما يصير موجودا ثم يصير ماهية (1) اما هذه الماهية فتصير هذه الماهية موجوده ثم تصير هذه الماهية وهو ظاهر البطلان أو ماهية أخرى وهو أفحش مثل ان يقال وجد الفرس فصار انسانا.
قلت لا حصر بل يتصور شق ثالث اما أولا فلان هذا التقدم رتبي لا زماني وارتفاع النقيضين في المرتبة جائز كما سنبين مرارا (2) واما ثانيا فلان معنى قولنا وجد فصار انسانا ليس انه وجد شئ معين فصار انسانا حتى يتأتى الترديد بان هذا الشئ اما الانسان أو غيره بل هناك امر واحد هو انسان وموجود فتحققه وحصوله من حيث هو موجود أولى بالحصول من حيث هو ماهية الانسان وأيضا لو تم ما ذكرت لزم ان لا يتقدم ملزوم على لازمه المحمول عليه كالأربعة على الزوج مثلا بان يقال لو وجدت الأربعة أولا فصارت زوجا فما وجد أولا اما زوج فالزوج يصير زوجا