ويحس صور الأشياء الخارجية بالباصرة وغيرها كذا ينظر إلى صورها الباطنية و يشاهدها بحواسها الباطنية من غير حلولها في ذات النفس والوجدان لا يحكم بالتفرقة بين المشاهدة في اليقظة والمشاهدة في اليوم.
ثم على تقدير ان يكون للصور الخيالية قيام حلولي بالنفس نقول إن شرط (1) الاتصاف بشئ الانفعال والتأثر منه دون مجرد القيام فان المبادي الفعالة لوجود الحوادث الكونية مع أن لها الإحاطة العلمية على نحو ارتسام صور تلك الأشياء فيها كما هو مذهبهم لكن لا يتصف بالكائنات واعراضها الجسمية لان قيام الصور الكونية بمباديها العالية من جهة الفعل والتأثير في تلك الصور دون الانفعال والتأثر عنها ولا نسلم ان مجرد قيام الشئ بالشئ يوجب اتصافه بذلك الشئ من غير تأثر وتغير ولست أقول إن اطلاق المشتق بمجرد هذا لا يصح أم يصح لان ذلك امر آخر لا يتعلق بغرضنا في هذا المقام أصلا الوجه الثاني وهو أيضا مما يستفاد من الرجوع إلى ما سبق من التحقيق في اختلاف نحوي الحمل فان مفهوم الكفر ليس كفرا بالحمل الشائع فلا يلزم من الاتصاف به الاتصاف بالكفر حتى يلزم ان من تصور الكفر كان كافرا وكذا الحكم في انحاء هذا المثال فليحسن المسترشد اعمال رويته في ذلك التحقيق لينحل منه