قال الشيخ المحقق كمال الدين عبد الرزاق الكاشي قده السفر هو توجه القلب إلى الحق تعالى والاسفار أربعة الأول هو السير إلى الله من منازل النفس إلى الوصول إلى الأفق المبين وهو نهاية مقام القلب ومبدء التجليات الأسمائية الثاني هو السير في الله بالاتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه إلى الأفق الاعلى ونهاية الحضرة الواحدية الثالث هو الترقي إلى عين الجمع والحضرة الأحدية وهو مقام قاب قوسين ما بقيت الاثنينية فإذا ارتفع فهو مقام أو أدنى وهو نهاية الولاية الرابع السير بالله عن الله للتكميل وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع انتهى.
والمرتبة الأحدية عندهم اعتبار الذات مع انتفاء الأسماء والصفات والنسب والتعينات والمرتبة الواحدية اعتبار الذات مع الأسماء والصفات الملزومة للأعيان الثابتة والقلب على ما قال هذا القائل الكامل جوهر نوراني مجرد يتوسط بين الروح والنفس وهو الذي يتحقق به الانسانية ويسميه الحكيم النفس الناطقة والروح باطنه والنفس الحيوانية مركبه وظاهره المتوسط بينه وبين الجسد كما مثله في القرآن المجيد بالزجاجة والكوكب الدري والروح بالمصباح في قوله تعالى مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجره مباركه زيتونه لا شرقيه ولا غربيه والشجرة هي النفس والمشكاة هو البدن فالنفس عند العرفاء هو البخار اللطيف المتولد في القلب القابل لقوه الحياة والحس وحركه وهذا يسمى عند الأطباء بالروح والروح عندهم اللطيفة الانسانية المجردة المتوسط بينهما المدرك للكليات والجزئيات ولا يفرق الحكماء بين القلب والروح الثاني ويسمونها النفس الناطقة فهذا اربع من اللطائف السبع الدائرة على السنة العرفاء من الطبع والنفس والقلب والروح والسر والخفي والأخفى وقد أشار هذا المحقق العارف إلى الثلاث الأخيرة بالمقامات الثلاثة وهي مقام قاب قوسين ومقام أو أدنى ومقام البقاء بعد الفناء وان سمينا السفر الثالث الذي أشار بقوله هو الترقي إلى عين الجمع بالسفر من الحق إلى الحق كان حسنا وفي القرآن المجيد أيضا جاءت مراتب الانسان سبعا وهي المشكاة والشجرة المباركة والزجاجة والمصباح والكوكب الدري والنار ونور على نوره وعند الحكماء أيضا سبع العقل الهيولاني والعقل بالملكة والعقل بالعقل والعقل المستفاد والمحو والمحق ولا يخفى مخالفه ما ذكره المصنف قده لما ذكره هذا العارف لأنه لم يذكر بعد السفر من الحق إلى الخلق سفرا آخر ولعل ما ذكره المصنف اصطلاح آخر ولا مشاحة فيه ثم إن المصنف لما قال للعرفاء والأولياء فاعلم أنه كانت المنازل لهما متفاوتة بالعموم والخصوص فان المنازل للعرفاء السالكين هي مثل النفس والقلب والروح إلى آخر اللطائف السبع وللأولياء هي منازل السفر في الله وهو الاتصاف بصفاته صفه بعد صفه بنحو التخلق لا التعلق فقط كالعلم بمعنى الملكة بالحقائق والقدرة بمعنى التصرف في الكون والتكلم بالحق عن الحق والسمع والبصر ما لا يسمع ولا يبصر غيره وبالجملة يدرك ما لا يدرك غيره من الأصوات والمبصرات والروائح ونحوها الهور قليائيه فان المنازل اللائقة بالأولياء هذه وكذا يترقون من الواحدية إلى الفناء في الأحدية ويسافرون من الحق إلى الخلق س ره