أطوارا مختلفه في التحقق وانحاءا متفاوتة في الفضيلة والنقصان فغاية كمال كل منهما ان يكون ذاتا أحديا قيوما واجبا بالذات وغاية نقصه ان يكون اعتبارا عقليا ومعنى رابطيا لا حقيقة متأصلة بإزائه فموجودية الماهيات التي لا حقيقة لها بأنفسها انما هي بالوجود لا بأنفسها وموجودية الوجود بنفس ذاته لان الوجود نفسه حقيقة الماهيات الموجودة به فكيف لا يكون له حقيقة وحقيقته عين ذاته ولا يحتاج في موجوديته إلى وجود ليتضاعف الوجود لكن للعقل ان يعتبر لها موجودية أخرى كما في حقيقة النور على ما هو طريقته فان حقيقة النور ظهور الأشياء ومظهرها فالأشياء ظاهره بالنور والنور ظاهر بذاته لا بنور آخر ليتضاعف الأنوار إلى لا نهاية لكن للعقل ان يفرض للنور نورانية اعتبارية ولنورانية النور نورانية أخرى وهكذا إلى أن ينقطع بانقطاع اعتبارات العقل وملاحظاته وكذا الكلام في الوحدة التي هي صفه عينيه لأنها عين الوجود ذاتا وغيره مفهوما وكثيرا ما يكون للشئ حقيقة وذات سوى مفهومه وما حصل منه في العقل كالوجود وصفاته الكمالية وقد يكون للشئ مجرد مفهوم لا حقيقة له في العين كالامكان والامتناع واجتماع النقيضين وشريك الباري وأمثالها وكذا سائر السلوب والإضافات وربما يكون مفهومات متعددة موجوده بوجود واحد بل متحده مع حقيقة واحده كمفهومات العلم والقدرة والحياة التي هي عين وجود الحق تعالى.
وبهذا يندفع ما ذكره هذا الشيخ الجليل القدر في كتاب المشارعات ووصفه بالقوة والمتانة وهو قوله انا نتسامح مع من قال الموجودية نفس الوجود فنقول الوجود والوحدة حالهما واحد في أنهما ينبغي ان يكونا في الأعيان عندكم وان كلا منهما اعتبار عقلي عندنا وهب انكم منعتم السلسلة الغير المتناهية في الوجود بأنه هو الموجودية فلا شك ان الوجود والوحدة مفهومهما مختلف ويعقل أحدهما دون الاخر فلا يرجع ابدا معنى الوحدة إلى الوجود ولا معنى الوجود إلى الوحدة فنقول إذا كان الوجود موجودا كان له وحده وإذا كانت الوحدة موجوده