يكذب الحكم مطلقا كما إذا كان مدخول السلب مما لا يجوز ان يكون الموضوع مجردا عنه في نفس الامر بوجه أصلا فيسهل عليك دفاع شك استصعب حله كثير من الأذكياء وهو انه لما صح سلب كل ما ليس من ذاتيات الماهيات إذا اخذت من حيث هي هي فكذلك يصح سلب ذلك السلب من تلك الحيثية وكما أن الانسان المأخوذ من حيث ماهيته وطبيعته تسلب عنه الكتابة من تلك الحيثية كذلك تسلب عنه سلب الكتابة أيضا لكونهما جميعا من العوارض التي هي غير الذات والذاتي له فنقول كل ماهية امكانية كما صح سلب ضرورة الطرفين عنه من حيث هي فكذلك يصح سلب سلب ضرورة الطرفين من تلك الحيثية فاذن الانسان من حيث هو هو كما أنه ليس بواجب ولا ممتنع بحسب ذاته فكذلك هو من تلك الحيثية ليس بممكن بالذات وقد مر ان لا شئ من الأشياء بأي وجه اخذ خال عن الوجوب والامتناع والامكان الذاتيات وان الممكن في مرتبه ذاته ممكن بالذات لا ينفك عنه الامكان الذاتي في تلك المرتبة وذلك لان (1) الماهية وان لم يصدق عليها من جهة ذاتها شئ من العرضيات اللاحقة بان يكون جهة العروض هي الماهية من حيث هي لكن يصدق على الماهية المأخوذة من حيث هي كثير من العرضيات وهي التي لا تخلو الماهية عنها في نفس الامر على نحو لا يكون جهة العروض هي الماهية من حيث هي فالعوارض التي لا تنفك الماهية عنها ابدا يمتنع صدق سلوبها عليها بخلاف العوارض التي تلحقها بشرط الوجود فإنها حيث تخلو الماهية عنها في مرتبتها التي لها متقدمه على الأوصاف الوجودية يصدق سلوبها على الماهية إذا اخذت تحصيلية لا عدولية لكن الامكان ليس من هذا القبيل إذ هي من المراتب السابقة على الوجود فسلبه لم يصدق على الماهية أصلا.
ومما ذكرناه علمت ضعف قول من أراد التفصي عن تلك الشبهة بان انفكاك