خدعة. وحسب نص المقدسي أنه (ص) قال له: إن الحرب خدعة، فاحتل لنا.
فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة، وكان نديما لهم، فقال: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم.
قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم.
فقال لهم: إن قريشا وغطفان ومن التف معهم جاؤوا لحرب محمد، فإن ظاهرتموهم عليه، فليسوا كهيئتكم. وذاك أن البلد بلدكم، به أموالكم، وأولادكم، ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا إلى غيره. فأما قريش وغطفان، فإن أموالهم، وأبناءهم، ونساءهم ببلاد غير بلادكم، فإن رأوا نهبة وغنيمة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم، وخلوا بينكم وبين الرجل. والرجل ببلادكم لا طاقة لكم به، وإن خلا لكم. (زاد الواقدي.. وقد كبر عليهم جانب محمد، أجلبوا عليه بالأمس إلى الليل، فقتل رأسهم عمرو بن ود وهربوا منه مجرحين). فلا تقاتلوا القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم، يكونون بأيديكم، ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمدا حتى يناجزوه.
قالوا: لقد أشرت علينا برأي ونصح.
ثم خرج أتى قريشا. فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه: يا معشر قريش: قد عرفتم ودي إياكم، وفراقي محمدا، وقد بلغني أمر رأيت حقا علي أن أبلغكم، نصحا لكم، فاكتموا علي.
قالوا: نفعل.