الهزيمة، وخزي عصيان أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم 5 - ونلمح في النص المتقدم اصرارا من بني واقف على زيارة نسائهم وعوائلهم في الأطم الذي كانوا فيه رغم نهي النبي (صلى الله عليه وآله) لهم وربما يكون أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بحمل السلاح يرمي إلى الايحاء غير المباشر لهم بأجواء الحرب، والاحتفاظ بدرجة من الاستعداد الروحي والنفسي لها، بالإضافة إلى أن ذلك هو مقتضى العمل بالحيطة والحذر وهما الأمران المطلوبان في ظروف كهذه بالصورة أكيدة وقاطعة. ولا أقل من أن ذلك يفيد في نطاق التعليم والتأسي لكل من يأتي بعده صلى الله عليه وآله وسلم 6 - والاهم من ذلك هو حراسة العسكر، الذي كان يتولاه علي عليه السلام، هذا العسكر الذي كان بأمس الحاجة إلى بعض الشعور بالأمن والراحة في هذه الأجواء المثقلة بالهموم والشدائد، والمشحونة بالخوف الذي يصل لدى الكثيرين إلى حد الرعب. حتى لقد بلغت القلوب الحناجر، وظنوا بالله الظنون الباطلة والسيئة ولقد كانت لدى حركة في اي موضع في أطراف ذلك العسكر كفيلة باحداث ارباك خطيرة في ذلك العسكر كله فكانت هذه الحراسة ضرورية لهذا الجيش، الذي يطمئن إلى أنه لن يؤخذ والحال هذه على حين غرة، بل هناك من يبصر له وينذره في الوقت المناسب 7 - وكان لا بد من رصد جيش الأعداء أيضا، لان حراسة المعسكر، وإن كانت تعطي قدرة إلى حد ما على التصدي، إلا أن معرفة تحركات العدو، وحجمها، واتجاهها في وقت مبكر يعطي هو الاخر، فرصة أكبر من مواجهة بالأساليب وبالمستوى الملائم، ويمنع
(٢٧٦)