الخندق. وذلك أنه مر بعمار بن ياسر، وهو يحفر الخندق، وقد ارتفع الغبار من الحفر، فوضع كمه على أنفه ومر. فقال عمار:
لا يستوى من يبتني المساجدا * يظل (فيصلي) فيها راكعا وساجدا كمن يمر بالغبار حائدا * يعرض عنه جاحدا معاندا فالتفت إليه عثكن، فقال: يا ابن السوداء إياي تعني؟ ثم أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: لم ندخل معك لتسب اعراضنا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أقلتك اسلامك فاذهب. فأنزل الله: يمنون عليك أن أسلموا الخ " (1) وقد تقدم في جزء سابق حين الحديث عن بناء مسجد المدينة:
أن ذلك قد حصل في تلك المناسبة في قضية حصلت بين عمار وعثمان، ونقول:
إننا لا نريد أن ندخل في موضوع تحقيق الحق في كون ذلك قد حصل في البناء الأول للمسجد أو الثاني، أو في حفر الخندق، فان تحقيق ذلك ليس له كبير أهمية ما دام أن أصل القصة، وكلمة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مما لا شك فيه، ولا شبهة تعتريه، وقد أجمع عليه المحدثون والمؤرخون، بل والمسلمون قاطبة وأصبح من المسلمات غير أننا نذكر القارئ هنا بأمر هام، وهو:
أن طريقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الاطهار في التربية والتعليم لها مرتكز أساس، وهو الاعتماد على بلورة المعايير والمنطلقات الأساسية في النهج الفكري والعقيدي للناس بصورة عامة، ثم تفويض أمر اختيار ما يتناسب مع تلك المعايير، ويتطابق مع