النبي صلى الله عليه وآله: سلمان منا أهل البيت (1) ونقول:
إننا نشك في صحة ذلك كله، وذلك للأمور التالية:
أولا: إنه عدا عما في هذه الأبيات الأخيرة من الهنات. لا نجد المبرر المذكور لدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لسلمان كافيا في تبرير ذلك، لان الذين كانوا ينشدون الشعر، ما كانوا ينشدون من نظمهم، بل كان الناظم واحد من الناس، والباقون يرددون المنظوم بطريقة معينة ووقع خاص يتناسب مع الحالة التي يعيشونها، وقد كان باستطاعة سلمان ان يردد ذلك النشيد مع المرددين، من دون حاجة إلى أن ينظم شعرا، كما صورته لنا الرواية وثانيا: إن ما ذكروه في سبب اطلاق هذه الكلمة النبوية الخالدة في حق سلمان: " سلمان منا أهل البيت " لا يعدو ان يكون أمرا عاديا بل وتافها، لان معناه: أن تكون قضية الاستفادة من قوة سلمان البدنية موضع تنافس الفرقاء، وقد حسم النبي (صلى الله عليه وآله) نزاعهم، بتحويل سلمان إلى القسم الذي كان يعمل هو صلى الله عليه وآله وأهل بيته فيه فكانت تلك الكلمة ايذانا بذلك وهذا معناه ان تفقد هذه الكلمة قيمتها وأهميتها. وهكذا الحال بالنسبة لحكاية اطلاق لسان سلمان بالشعر، ثم تنافس الفرقاء فيه فجعله صلى الله عليه وآله جزءا من فئة تحسن التكلم بالعربية، وتحب ان تكرمه وتشجعه، لأنه نطق بلغتها