هاتيك الضوابط إلى الناس أنفسهم، فنجد الناس مثلا هم الذين يقومون بعملية التعرف على الامام، بما لديهم من ضوابط ومعايير يمارسون تطبيقها بأنفسهم، وتوصلهم إلى الإمام الحق، بصورة قويمة وسليمة، من دون حاجة إلى التنصيص عليه بالاسم، كما كان الحال حينما أوصى الإمام الصادق إلى خمسة أحدهم الإمام موسى، حيث عرف الشيعة أن الامام لا يمكن أن يكون ذلك الحاكم الظالم، كما لا يمكن ان يكون هو زوجة الامام، ثم لا يمكن ان يكون هو الولد الأكبر مع إشراك الأصغر في الوصية (1) والامر في قصة عمار أيضا من هذا القبيل، حيث قدم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم للناس آنئذ ضابطة يعرفون بها فريق البغاة، ويميزونه عن غيره، دون أن يصرح صلى الله عليه وآله وسلم بالاسم أو بالأسماء، الامر الذي قد يحمل معه سلبيات كثيرة ومتنوعة بشكل أو بآخر..
ومن الواضح: أن لهذه التربية الفكرية ولصياغة الشخصية الاسلامية بهذه الطريقة آثار إيجابية كبيرة وهامة جدا. وذلك لما ينتج عنها من حصانة ومناعة لدى الانسان المسلم في مقابل محاولات الخداع والتضليل التي ربما يتعرض لها من قبل أهل الدعوات الفاسدة والمشبوهة، ويصبح في مأمن من الوقوع في شراكهم التي ينصبونها له ولأمثاله..
كما انها تجعله قادرا على نقل المفاهيم التي يؤمن بها إلى الآخرين بالطريقة المنطقية والمقبولة والمعقولة