الفضل تارة مع الفرع وتارة مع خلفاء مصر ونكره لذلك طغركين أتابك دمشق وكافل بنى نبتى فطرده من الشأم فنزل على صدقة بن وتر بالملة وحالفه ووصله صدقة بتسعة آلاف دينار فلما خالف صدقة بن مزيد على السلطان محمد بن ملسكاب سنة خمسمائة وما بعدها ووقعت بينهما الفتنة اجتمع له فضل هذا وقرواس بن شرف الدولة من قريص صاحب الموصل وبعض أمراء التركمان كانوا كلهم أولياء صدقة فصار في الطلائع بين يدي الحرب وهربوا إلى السلطان فأكرمهم وخلع عليهم وأنزل فضل بن ربيعة بدار صدقة بن مزيد ببغداد حتى إذا سار السلطان لقتال صدقة واستأذنه فضل في الخروج إلى البرية ليأخذ بحجزة صدقة فأذن له وعبر إلى الأنبار فلم يراجع السلطان بعدها اه كلام ابن الأثير ويظهر من كلامه وكلام المسيحي أن فضلا هذا وبدرا من آل جراح بلا شك ويظهر من سياقة هؤلاء نسبهم أن فضلا هذا هو جدهم لأنهم ينسبونه فضل بن ربيعة بن الجراح فلعل هؤلاء نسبوا ربيعة إلى مفرج الذي هو كبير بنى الجراح لبعد العهد وقلة المحافظة على مثل هذا من البادية القفر وأما نسبة هذا الحي من آل فضل بن ربيعة بن فلاح من مفرج في طيئ فبعضهم يقول إن الرياسة في طيئ كانت لإياس بن قبيصة من بنى سبا بن عمر بن الغوث من طيئ وإياس هو الذي ملكه كسرى على الحرة بعد آل المنذر لما قتل النعمان بن المنذر وهو الذي صالح خالد بن الوليد عن الحرة على الجزية ولم تزل الرياسة على طيئ إلى بنى قبيصة هؤلاء صدرا من دولة الاسلام فلعل بنى الجراح وآل فضل هؤلاء من أعقابهم وان كان انقرض أعقابهم فهم من أقرب الحي إليهم لان الرياسة على الاحياء والشعوب انما تتصل في أهل العصبية والنسب كما مر أول الكتاب (وقال ابن حزم) عندما ذكر أنساب طيئ وأنهم لما خرجوا من اليمن مع بنى أسد نزلوا جبلي أجا وسلمى وأوطنوهما وما بينهما ونزل بنو آمد ما بينهم وبين العراق وفضل كثير منهم وهم بنو حارثة نسبة إلى أمهم وتيم الله وحبيش والأسعد اخوتهم رحلوا على الميلين في حرب الفساد فلحقوا بحلب وحاصر طيئ وأوطنوا تلك البلاد الا بنى رومان بن جندب بن خارجة بن سعد فإنهم أقاموا بالجبلين فكانوا جبليين ولأهل حلب وحاصر طيئ من بنى خارجة السهيليون اه فلعل هذه الاحياء الذين بالشأم من بنى الجراح وآل فضل من بنى خارجة هؤلاء الذين ذكر ابن حزم انهم انتقلوا إلى حلب وحاصر طيئ لان هذا الموطن أقرب إلى مواطنهم لهذا العهد من مواطن بنى الجراح بفلسطين من جبلي أجا وسلمى اللذين هو موضع الآخرين فالله أعلم أي ذلك يصح من أنسابهم وتحت خفارى بنوا حي الفرات ابن كلاب بن ربيعة بن عامر دخلوا مع قبائل عامر بن صعصعة بن نجد إلى الجزيرة ولما افترق بنو عامر على الممالك الاسلامية اختص هؤلاء بنواحي حلب
(٨)