مولاه ثم محمد بن قارى فسخطه وولى مكانهما ابن عمهما محمد بن كوكتين ابن عمه موسى ابن عساف بن مهنا فقام بامر العرب وبقي بعير منتبذا بالقفر وعجز عن الميرة لقلة ما بيده واختلت أحواله وهو على ذلك لهذا العهد والله ولى الأمور لا رب سواه (ولنرجع) إلى ما بقي من شعوب هذه الطبقة فنقول كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد وبنو كلاب في خناصرة والربذة من جهات المدينية وكعب بن ربيعة فيما بين تهامة والمدينة وأرض الشأم وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان ونمير بن حامد معهم وجشم محسوبون منهم بنجد وانتقلوا كلهم في الاسلام إلى الجزيرة الفراتية مسلك نهر حران ونواحيها وأقام بنو هلال بالشأم إلى أن ظعنوا إلى المغرب كما نذكر في أخبارهم وبقي منهم بقية بجبل بنى هلال المشهور بهم قبلي قلعة صرخد وأكثرهم اليوم يتعاطون الفلح وبنو كلاب بن ربيعة ملكوا أرض حلب ومدينتها كما ذكرناه وبنو كعب بن ربيعة دخلت إلى الشأم منهم قبائل عقيل وقسر وحريش وجعدة فانقرض الثلاثة في دولة الاسلام ولم يبق الا بنو عقيل (وذكر) ابن حزم أن عددهم يفي عدد جميع مضر فملك منهم الموصل بنو مالك بعد بنى حمدان وتغلب واستولوا عليها وعلى نواحيها وعلى حلب معها ثم انقرض ملكهم ورجعوا للبادية وورثوا مواطن العرب في كل جهة فمنهم بنو المنتفق بن عامر بن عقيل وكان بنو مالك بن عقيل في أرض تيماء من نجد وهم الآن بجهات البصرة في الآجام التي بينها وبين الكوفة المعروفة بالبطائح والامارة منهم في بني معروف وبالمغرب من بنى المنتفق أحياء دخلوا مع هلال بن عامر يعرفون بالخلط ومواطنهم بالمغرب الأقصى ما بين فاس ومراكش (وقال الجرجاني) ان بنى المنتفق كلهم يعرفون بالخلط ويليهم في جنوب البصرة اخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر وعوف أخو المنتفق قد غلبوا على البحرين وغمارة وملكوها من يدي أبى الحسن الأصغر بن ثعلب وكانت هذه
(١١)