المضرب فاستوت الحامية والرعية لولا الثقافة وشابة الجند والحضر الا في الشدة وأبوا السلطان من المساهمة في المجد والمشاركة في النسب فجدعوا أنوف المتطاولين إليه من أعاصبهم وعشائرهم ووجوه قبائلهم وغضوا من عنان طموحهم واتخذوا البطانة مقرهم من موالي الاعجام وصنائع الدولة حتى كثروا بهم قبيلتهم من العرب الذين أقاموا الدولة ونصروا الملة ودعموا الخلافة وأذاقوهم وبال الخلابة من القهر وساموهم خطة الخسف والذل فأنسوهم ذكر المجد وحلاوة العز وسلبوهم نصرة العصبية حتى صاروا أجزاء على الحامية وخولا لمن استعبدهم من الخلاصة وأوزاعا متفرقين بين الأمة وصيروا لغيرهم الحل والعقد والابرام والنقض من الموالى والصنائع فداخلتهم أريحية العز وحدثوا أنفسهم بالملك فجحدوا الخلفاء وقعدوا بدست الامر والنهى واندرج العرب أهل الحماية في القهر واختلطوا بالهمج ولم يراجعوا أحوال البداوة لبعدها ولا تذكروا عهد الأنساب لدروسها فدثروا وتلاشوا شأن من قبلهم وبعدهم سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (وكان المولدون) لتمهيد قواعد الامر وبناء أساسه من أول الاسلام والدين والخلافة من بعده والملك قبائل من العرب موفورة العدد عزيزة الاحياء فنصروا الايمان والملة ووطدوا أكناف الخلافة وفتحوا الأمصار والأقاليم وغلبوا عليها الأمم والدول أما من مضر فقريش وكنانة وخزاعة وبنو أسد وهذيل وتميم وغطفان وسليم وهوازن وبطونها من ثقيف وسعد بن بكر وعامر ابن صعصعة ومن إليهم من الشعوب والبطون والأفخاذ والعشائر والخلفاء والموالي وأما من ربيعة فبنو ثعلب بن وائل وبنو بكر بن وائل وكافة شعوبهم من بنى شكر وبنى حنيفة وبنى عجل وبنى ذهل وبنى شيبان وتيم الله ثم بنو النمر من قاسط ثم عبد القيس ومن إليهم وأما من اليمنية ثم من كهلان بن سبا منهم فأنصار الله الخزرج والأوس ابنا قيلة من شعوب غسان وسائر قبائل الأزد ثم همدان وخثعم وبجيلة ثم مذحج وكافة بطونها من عبس ومراد وزبيد والنخع والأشعريين وبنى الحرث بن كعب ثم لحى وبطونها ولخم وبطونها ثم كندة وملوكها وأما من حمير بن سبا فقضاعة وجميع بطونها ومن إلى هذه القبائل والأفخاذ والعشائر والاحلاف هؤلاء كلهم أنفقتهم الدولة الاسلامية العربية فنبا منهم الثغور القصية وأكلتهم الأقطار المتباعدة واستلحمتهم الوقائع المذكورة فلم يبق منهم حي يطرف ولا حلة تنجع ولا عشير يعرف ولا قليل يذكر ولا عاقلة تحمل جناية ولا عصابة بصريخ الا سمع من ذكر أسمائهم في أنساب أعقاب متفرقين في الأمصار التي ألخموها بجملتهم فتقطعوا في البلاد ودخلوا بين الناس فامتهنوا واستهينوا وأصبحوا خولا للآمر وريبا للواسد وعالة على الحرب
(٣)