برقة وكان فيها بنو قرة بن هلال بن عامر وكان لهم في دول العبيديين أخبار وحكايتهم في الشورة أيام الحاكم والبيعة لابي ركوة من بنى أمية في الأندلس معروفة وقد أشرنا إليها في دولة العبيديين ولما أجاز بنى هلال وسليم إلى المغرب خالطوهم في تلك المواطن ثم ارتحلوا معهم إلى المغرب كما نذكره في دخول العرب إلى إفريقية والمغرب وبقي في مواطنهم ببرقة لهذا العهد أحياء بنى جعفر وكان شيخهم أوسط هذه المائة الثامنة أبو ذئب وأخوه حامد بن حميد (1) وهم ينسبون في المغرب تارة في العزة ويزعمون أنهم من بنى كعب بن سليم وتارة في سيب كذلك وتارة في فزارة والصحيح في نسبهم أنهم من سراته احدى بطون هوارة سمعته من كثير من نسابتهم وبعدهم فيما بين برقة والعقبة الكبيرة أولاد سلام وما بين العقبة الكبيرة والإسكندرية أولاد مقدم وهم بطنان أولاد التركية وأولاد قائد ومقدم وسلام معا ينسبون إلى لبيد فبعضهم يقول لبيد بن لعتة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر وبعضهم يقول في مقدم مقدم بن عزاز بن كعب بن سليم (وذكر لي سلام) شيخ أولاد التركية أن أولاد مقدم من ربيعة بن نزار ومع هؤلاء الاحياء حي محارب ينتمون بآل جعفر ويقال انهم من جعفر بن كلاب وهي رواحة ينتمون بآل زبيد ويقال ابن جعفر أيضا والناجعة من هؤلاء الاحياء كلهم ينتمون في شأنهم إلى الواحات من بلاد القبلة (وقال ابن سعيد) ومن غطفان في رقة مهيب ورواحة وفزارة فجعل هؤلاء من غطفان والله أعلم بصحة ذلك (وفيما بين الإسكندرية ومصر) قبائل رحالة ينتقلون في نواحي البحيرة هنالك ويعمرون أرضها بالسكنى والفلح ويخرجون في المشاتي إلى نواحي العقبة وبرقة من مراية وحوارة وزنارة احدى بطون لواته وعليهم مغارم الفلح ويندرج فيهم أخلاط من العرب والبربر لا يحصون كثرة وبنوا حي الصغير قبائل من العرب من بنى هلال وبنى كلاب من ربيعة وهؤلاء أحياء كثيرة ويركبون الخيل ويحملون السلاح ويعمرون الأرض بالفلاحة ويقومون بالخراج للسلطان وبينهم مع ذلك من الحروب والفتن ما ليس يكون بين أحياء القفر (وبالصعيد) الأعلى من أسوان وما وراءها إلى أرض النوبة إلى بلاد الحبشة قبائل متعددة وأحياء متفرقة كلهم من جهينة احدى بطون قضاعة ملؤا تلك القفار وغلبوا النوبة على مواطنهم وملكهم وزاحموا الحبشة في بلادهم وشاركوهم في أطرافها والذين يلون أسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من أسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبي طالب حين غلبهم بنو الحسن على نواحي المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون
(٥)