منه فنقم السلطان عليه وسخط عليه قومه أجمع وتقدم إلى أبواب الشأم سنة عشرين بعد مرجعه من الحج فطرد آل فضل عن البلاد وأدال منهم مالكا على عدالته بينهم وولى منهم على أحياء العرب محمد بن أبي بكر وصرف أقطاع مهنا وولده إلى محمد وولده فأقام مهنا على ذلك مدة ثم وفد سنة احدى وثلاثين مع الأفضل ابن المؤيد صاحب حماة متوسلا به ومتطارحا على السلطان فأقبل عليه ورد عليه أقطاعه وامارته (وذكر لي) بعض أمراء الكبراء بمصر فيمن أدرك وفادته أو حدث بها انه تجافى في هذه الوفادة من قبول شئ من السلطان حتى أنه ساق عنده النياق الحلوبة والعراب وانه لم يغش باب أحد من أرباب الدولة ولا سأل منهم شيئا من حاجاته ثم رجع إلى أحيائه وتوفى سنة أربع وثلاثين فولى ابنه مظفر الدين موسى وتوفى سنة ثنتين وأربعين عقب مهلك الناصر وولى مكانه أخوه سليمان ثم هلك سليمان سنة ثلاث وأربعين فولى مكانه شرف الدين عيسى ابن عمه فضل بن عيسى ثم توفى سنة أربع وأربعين بالفرس ودفن عند قبر خالد بن الوليد وولى مكانه أخوه سيف بن فضل ثم عزله السلطان بمصر الكامل ابن الناصر سنة ست وأربعين وولى مكانه أحمد بن مهنا بن عيسى ثم جمع سيف بن فضل ولقيه فياض بن مهنا بن عيسى وانهزم سيف ثم ولى السلطان حسن الناصر في دولته الأولى وهو في كفالة سعاروس أحمد بن مهنا فسكنت الفتنة بينهم ثم توفى سنة سبع وأربعين فولى مكانه أخوه فياض وهلك سنة تسع وأربعين وولى مكانه أخوه حدار بن مهنا وولاه حسن الناصر في دولته الثانية ثم انتقض سنة خمس وستين وأقام سنتين بالقصر عاصيا إلى أن تشيع فيه نائب حماة فأعيد إلى امارته ثم انتقض سنة سبعين فولى السلطان الأشرف مكانه ابن عمه زامل بن موسى بن عيسى وجاء إلى نواحي حلب واجتمع إليه بنو كلاب وغيرهم وعاثوا في البلاد وعلى حلب يومئذ قشتمر المنصوري فبرز إليهم وانتهى إلى خيمهم واستاق نعمهم وتخطى إلى الخيام فاستجاشوا بها وهزموا وقتل قشتمر ابنه في المعركة تولى هو قتله بيده وذهب إلى القفر منفضا فولى الأشرف مكانه ابن عمه معيقل بن فضل بن عيسى ثم بعث ابن معيقل صاحبه سنة احدى وسبعين يستأمن بجبار فأمنه ثم وفد جبار بن مهنا سنة خمس وسبعين فرضى عنه السلطان وأعاده إلى امارته ثم توفى سنة سبع وسبعين فولى أخوه مالك إلى أن هلك سنة احدى وثمانين فولى مكانه معيقل بن موسى بن عيسى وابن مهنا شريكين في امارتهما ثم عزلا لسنة وولى بعير بن جابر بن مهنا واسمه محمد وهو لهذا العهد أمير على آل فضل وجميع أحياء طيئ بالشأم والسلطان الظاهر لعهده يزاحمه بحجر بن محمد ابن قارى حتى سخطه ثم وصل انتقاضه على السلطان وخلافه وظاهر السلطان على
(١٠)