أحكام سليم أو رياح ويختصون بالتغلب على ضواحي قسنطينة أيام مرابع الكعوب ومصاجهم بالتلول فإذا انحدروا إلى مشاتيهم بالقفر أجفلت احياء مرداس إلى القفر البعيد أو يخالطونهم على حلف ولهم على توزر ونفطة وبلاد قصطيله إتاوة يؤدونها إليهم بما هي مواطنهم ومجالاتهم وتصرفهم ولأنها في الكثير من أعراضهم وصاروا لهذا العهد إلى تملك القفار بها فاصطفوا منه كثيرا وأصبح منه عمران قسطينة لهم مرتابا واستقام أمر بنى كعب من علاق في رياسة عوف وسائر بطونهم من مرداس وحصين ورياح ودلاج ومن بطون رياح وعلا شأنهم عند الدولة واعتزوا على سائر بنى سليم ابن منصور واستقرت رياستهم في ولد يعقوب بن كعب وهم بنو شيخة وبنو طاهر وبنو على وكان التقدم لبنى شيخة بن يعقوب لعبد الله أولا ثم لإبراهيم أخيه ثم لعبد الرحمن ثالثهما على ما يأتي وكان بنو على يرادفونهم في الرياسة وكان منهم بنو كثير بن يزيد ابن علي وكان كعب هذا يعرف بينهم بالحاج لما كان قضى فرضه وكانت له صحابة مع أبي سعيد العود الرطب شيخ الموحدين لعهد السلطان المنتصر أفادته جاها وثروة وأقطع له السلطان أربعا من القرى أصارها لولده كان منها بناحية صفاقس وبأفريقية وبناحية الجريد وكان له من الولد سبعة أربعة لام وهم اجر وماضي وعلى ومحمد وثلاثة لام وهم بريد وبركات وعبد الغنى فنازع أحمد أولاد شيخة في رياستهم على الكعوب واتصل بالسلطان أبى اسحق وأحفظهم ذلك فلحقوا بالدعي عند ظهوره وكان من شأنه ما قدمنا وهلك أحمد واستقرت الرياسة في ولده وكان له من الولد جماعة فمن عرفة احدى نساء بنى قاسم أبو الليل وأبو الفضل ومن الحكمية قائد وعبيد ومنديل وعبد الكريم السرى كليب وعساكر وجهد الملك وعبد العزيز ولما هلك أحمد قام بأمرهم بعده ابنه أبو الفضل ثم من بعده أخوه أبو الليل بن أحمد وغلب رياسة بنى أحمد هؤلاء على قومهم وتألفوا ولد اخوتهم جميعا وعرفوا ما بين أحيائهم بالأعشاش إلى هذا العهد ولما كان شأن الدعي بن أبي عمارة ويئس الفضل بن يحيى المخلوع وأوقع بالسلطان أبى اسحق وقتله وأكثر منه كما نذكره في موضعه لحق أبو حفص أخوه الأصغر بقلعة سنان من حصون إفريقية وكان لابي الليل بن أحمد في نجاته ثم في القيام بأمره اثر وقع منه أحسن المواقع فاصطنعه به وشيد من رياسته على قومه عندما أدال الله به من الدعي فاصطنع أبو الليل هذا بأمرهم وزاحم أولاد شيخة بمنكب قوى ولحق آخرهم عبد الرحمن بن شيخة ببجاية عندما اقتطعها الأمير أبو زكريا بن سلطان أبى اسحق على ملك عمه السلطان أبى حفص فوفد عليه مستجيشا به ومرغبا له في ملك تونس يرجو بذلك كثرة رياسته فهلك دون مرامه وقبر ببجاية وانقرضت رياسة أولاد شيخة بمهلكه
(٧٥)