بالفلاحة والتجر ومعهم من رواحة وفزارة أمم واشتهر لهذا العهد يبرقة من شيوخ اعرابها أبو ذؤيب ولا أدرى نسبه فيمن هو وهم يقولون من العزة وقوم يقولون من بنى احمد وقوم يجعلونه من فزارة هنا لك قليل عددهم والغلب لهيب فكيف تكون الرياسة لغيرهم * وأما عوف فهو ابن بهنة بن سليم ومواطنهم من وادى قابس إلى أرض بونة ولهم حرمان عظيمان بمرداس وعلاق بطنان بنو يحيى وحصن وفى أشعار هؤلاء المتأخرين منهم مثل حمزة بن عمر شيخ الكعوب وغيره أن يحيى وعلاقا أخوان ولبنى يحيى ثلاثة بطون حمير ودلاج ولحمير بطنان ترحم وكردم ومن ترحم الكعوب بنو كعب ابن أحمد بن ترحم ولحصن بطنان بنو على وحكيم ونحن نأتي على الحكاية عن جميعهم بطنا بطنا وكانوا عند اجازتهم على اثر الهلاليين مقيمين ببرقة كما ذكرناه وهنا لك نزل عليهم القاضي أبو بكر بن العربي وأبوه حين غرقت سفينتهم ونجوا إلى الساحل فوجدوا هنا لك بنى كعب فنزل عليهم فأكرمه شيخهم كما ذكر في رحلته ولما كانت فتنة ابن غانية وقراقش الغزق بجهات طرابلس وقابس وضواحيها كما نذكر في أخبارهم كان بنو سليم هؤلاء فيمن تجمع إليهم من حوبان العرب وأوثاب القبائل فاعصوصبوا عليهم وكان لهم معهم حروب وقتل قراقش ثمانين من الكعوب وهربوا إلى برقة واستصرخوا برياح من بطون سليم ودبكل من حمير فصارخوهم إلى أن تجلب عليابة تلك الفتنة بمهلك قراقش وابن غانية من بعده وكان رسوخ الدولة الحفصية بإفريقية ولما هلك قراقش واتصلت فتنة ابن غانية مع أبي محمد بن أبي حفص ورجع بنو سليم إلى أبي محمد صاحب إفريقية وكان ابن غانية الزواودة من رياح وشيخهم مسعود البلط فر من المغرب ولحق به فكان معه هو وبنوه وبنو عوف هؤلاء من سليم مع الشيخ أبى محمد فلما استبد ابنه الأمير أبو زكريا بملك إفريقية رجعوا جميعا إليه واشفوف للزواودة فلما انقطع دابر ابن غانية صرف عزمه إلى اخراج رياح من إفريقية لما كانوا عليه من العبث بها والفساد فجاء بمرداس وعلاق وهما بنو عوف بن سليم هؤلاء من بطونهم بنواحي السواحل وقابس واصطنعهم ورياسة مرداس يومئذ في أولاد جامع وبعده لابنه يوسف وبعده هنان بن جابر بن جامع ورياسة علاق في الكعوب لأولاد شيخه ابن يعقوب بن كعب وكانت رياسة علاق عند دخولهم إفريقية لعهد هذا المعز وبنيه لرافع بن حماد وعنده راية جده التي حضر بها مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد بنى كعب فيما يزعمون فاستظهر بهم السلطان على شأنه وأنزلهم بساح القيروان وأجزل لهم الصلات والعوائد وزاحموا الزواودة من رياح بمنكب بعد أن كان لهم استطالة على جميع بلاد إفريقية وكانت لهم آية اقطاع لمحمد بن مسعود بن سلطان أيام الشيخ أبى محمد بن أبي حفص فأقبل إليه
(٧٣)