اجتمعت إليه الطلبة والقبائل يعلمهم المرشدة في التوحيد باللسان البربري وشاع أمره في محجته واستدرك فقيه العلمية بمجلس الأمير علي بن يوسف وهو مالك بن وهيب أغراه به وكان حزاء ينظر في النجوم وكان الكهان يتحدثون بان ملكا كائنا بالمغرب بأمة من المغرب ويتغير فيه شكل السمكة لقران بين الكوكبين العلويين والسيارة تقتضي ذلك في أحكامهم وكان الأمير يتوقعها فقال احتفظوا بالدولة من الرجل فإنه صاحب القران والدرهم المربع في كلام سفساف بسجع سوقى يتناقلها الناس نصه * وهو اجعل على رجله كبلا * لئلا يسمعك طبلا * وأظنه صاحب الدرهم المربع فطلبه علي بن يوسف ففقده وسرح الخيالة في طلبه ففاتهم وداخل عامل السوس وهو أبو محمد اللمتوني بعض سرعة في قتله ونذر بهم إخوانهم فنقلوا إلى معقل أشياعهم وقتلوا من داخل في أمرهم ودعوا المصامدة إلى بيعته على التوحيد وقتال المجسمين دونه سنة خمسة عشر وخمسمائة فتقدم إليها رجالاتهم من العشرة وغيرها وكان فيهم من هنتاتة أبو حفص عمر بن يحيى وأبو يحيى بن يكبت ويونس بن وانودين وابن يغمور ومن تينملل أبو حفص عمر بن علي الصناكي ومحمد بن سليمان وعمرو بن تافراتكين وعبد الله بن ملويات وأهب قبيلة هرغة فدخلوا في أمره كلهم ثم دخل معهم كيدموبة وكنفيسة ولما كملت بيعته لقبوه بالمهدي وكان لقبه قبلها الامام وكان يسمى أصحابه الطلبة وأهل دعوته الموحدين ولما تم له خمسون من أصحابه سماهم ايت الخمسين وزحف إليهم عامل السوس أبو بكر بن محمد اللمتوني بمكانهم من هرغة فاستجاشوا بإخوانهم من هنتاتة وتينملل فاجتمعوا إليه وأوقعوا بعسكر لمنونة فكانت هزمة الفتح وكان الامام يعدهم بذلك فاستبصروا في أمره وتسابق كافتهم إلى الدخول في دعوته وترددت عساكر لمتونة إليهم مرة بعد أخرى ففضوهم وانتقل لثلاث سنين من بيعته إلى حبل تينملل فأوطنه وبنى داره ومسجده بينهم وحوالى منبع وادى نفيس وقاتل من تخلف عن بيعته من المصامدة حتى استقاموا فقاتل أولاد هزرجة وأوقع بهم مرارا ودانوا بالطاعة ثم قاتل هسكورة ومعهم أبو دوقة اللمتوني فغلبهم وقفل فاتبعه بنو واسكيت فأوقع بهم الموحدون وأثخنوا فيهم قتلا وأسرا ثم غزا بلد غجرامة وكان قد افتتحه وترك فيه الشيخ أبا محمد عطية من أصحابه فغدروا به وقتلوه فغزاهم واستباحهم ورجع إلى تينملل وأقام بها إلى أن كان شأن البشير وميز الموحد من المنافق وكانوا يسمون لمتونة الحشم فاعتزم على غزوهم وجمع كافة أهل دعوته من المصامدة وزحف إليهم فلقوه بكبكب وهزمهم الموحدون واتبعوهم إلى أغمات فلقيهم هنا لك زحوف لمتونة مع بكر بن علي بن يوسف وإبراهيم بن تاعماشت فهزمهم الموحدون وقفل إبراهيم واتبعوهم إلى مراكش فنزلوا البحيرة في زهاء أربعين
(٢٢٨)