جامعها وكان المنصور هذا جماعة مولعا بالنساء وهو الذي حضر ملك بنى حماد وتأنق في اختطاط المباني وتشييد المصانع واتخاذ القصور واجراء المياه في الرياض والبساتين فبنى في القلعة قصر الملك والمنار والكوكب وقصر الشأم وفى بجاية قصر اللؤلؤة وقصر أميميون وكان أخوه يلباز على قسنطينة منذ عهد الناصر إليها وهم بالاستبداد لأول ولاية المنصور فسرح إليه أبا يكنى بن محصن بن العابد في العساكر وعقد له على قسنطينة وبونة فتقبض على بلباز وأشخصه إلى القلعة وأقام واليا على قسنطينة سنة سبع وثمانين وبعث أخاه ابن موتة إلى تميم بن المعز بالمهدية واستدعاه لولاية بونة فبعث معه ابنه أبا الفتوح بن تميم ونزل بونة مع ريغلان وكاتبوا المرابطين بالمغرب الأقصى وجمعوا العرب على أمرهم وسرح المنصور فاعتقله بالقلعة ثم نازلت عساكره قسنطينة واضطرب أحوال ابن أبي يكنى فخرج إلى قلعة بجبل أو رأس وتحصن بها ونزل بقسنطينة صليصل بن الأحمر من رجالات الأثبج وداخل صليصل المنصور في أريكته من قسنطينة على مال يبذله ففعل واستولى عليها المنصور وأقام أبو يكنى بحصنه من أوراس وردد الغارة على قسنطينة فتوجهت إليه العساكر وحاصروه بقلعته ثم اقتحموها عليه وقتلوه وكان بنو رمانو من زناتة حيا جميعا وقوما أعزه وكانت إليهم رياسة زناتة وكان رئيسهم لعهده ماخوخ وكان بينهم وبين آل حماد صهر فكانت احدى بناتهم زوجة للناصر وكانت أخرى عند المنصور ولما تجددت الفتنة بينه وبين قومهما أغزاهم المنصور بنفسه في جموع صنهاجة وحشوده وجمع له ماخوخ ولقيه في زناتة فانهزم المنصور إلى بجاية فقتل أخت ماخوخ التي كانت تحته واستحكمت النفرة بين ماخوخ وبينه وصار إلى ولاية امراء تلمسان من لمتونة وحرضهم على بلاد صنهاجة فكان ذلك مما دعا المنصور إلى النهوض إلى تلمسان وذلك أن يوسف بن تاشفين لما ملك المغرب واستفحل به أمره سما إلى ملك تلمسان فغلب عليها أولاد يعلى سنة أربع وسبعين على ما يأتي ذكره وأنزلها محمد بن سعمر المسولى وصيرها لعز الملك فاصطنع بأمرها ونازل بلاد صنهاجة وثغورهم فزحف إليه المنصور وأخرب ثغوره وحصون ماخوخ وضيق عليه فبعث إليه يوسف بن تاشفين وصالحه وقبض أيدي المرابطين عن بلاد صنهاجة ثم يلاوذ المرابطين إلى شأنهم في بلاده فبعث ابنه الأمير عبد الله وسمع به المرابطون فانقبضوا عن بلاده وزحفوا إلى مراكش واحتل هو بالمغرب الأوسط فشن الغارة في بلاد بنى ومانوا وحاصر الجعبات وفتحوها ثم قراب كذلك وعفا عن أهلها ورجع إلى أبيه ثم وقعت الفتنة بينه وبين ماخوخ وقتل أخوه ولحق ابن ماخوخ بتلمسان وظاهره ابن سعمر صاحب تلمسان على أمره واجتلبوا
(١٧٥)