حمدون الفقيه فصالح الحسن صاحب صقلية ووصل بدونه واستمد منه أسطوله واستمد الحسن أسطول رجار فأمده وارتحل مطرف إلى بلده وأقام الحسن مملكا بالمهدية وانتقض عليه رجار وعاد إلى الفتنة معه ولم يزل يردد إليه الغز والى ان استولى على المهدية قائد أسطوله جرجي بن مناسل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ووصلها بأسطوله في ثلاثمائة مركب وخاذلهم بأنهم انما جاؤوا مددا له وكان عسكر الحسن قد توجه صريخا لمحرز بن زياد الفادعي صاحب علي بن خراسان صاحب تونس فلم يجد صريخا فجلا عن المهدية ورحل واتبعه الناس ودخل العدو إلى المدينة وتملكوها دون دفاع ووجد جرجي القصر كما هو لم يرفع منه الحسن الا ما خف وترك الذخائر الملوكية فأمن الناس وأبقاهم تحت إيالته ورد الفارين منه إلى أماكنهم وبعث أسطولا إلى صفاقس فملكها وأخذ إلى سوسه فملكها أيضا وأخذ إلى طرابلس كذلك واستولى رجار صاحب صقلية على بلاد الساحل كلها ووضع على أهلها الجزى وولى عليهم كما نذكره إلى أن استنقذهم من ملكة الكفر عبد المؤمن شيخ الموحدين وخليفة امامهم المهدى ولحق الحسن بن يحيى بعد استيلاء النصارى على المهدية بالعرب من رياح وكبيرهم محرز بن زياد الفادعي صاحب القلعة فلم يجد لديهم مصرخا وأراد الرحيل إلى مصر للحافظ عبد المجيد فأرصد له جرجي فارتحل إلى المغرب وأجاز إلى بونة وبها الحارث بن منصور وأخوه العزيز ثم توجه إلى قسنطينة وبها سبع بن العزيز أخو يحيى صاحب بجاية فبعث إليه من أجازه إلى الجزائر ونزل على ابن العزيز فأحسن نزله وجاوره إلى أن فتح الموحدون الجزائر سنة سبع وأربعين بعد تملكهم المغرب والأندلس فخرج إلى عبد المؤمن فلقاه تكرمة وقبولا ولحق به وصحبه إلى إفريقية في غزاته الأولى ثم الثانية سنة سبع وخمسين فنازل المهدية وحاصرها أشهرا ثم افتتحها سنة خمس وخمسين وأسكن بها الحسن وأقطعه وحيش فأقام هنالك ثماني سنين ثم استدعاه يوسف بن عبد المؤمن فارتحل بأهله يريد مراكش وهلك بتامسنا من طريقه باباررلو سنة ست وثلاثين والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ورب الخلائق أجمعين
(١٦٢)