صنهاجة ولحق به مثنى بن تميم بن المعز نازعا عن أبيه فأجابه ونازل معه المهدية حتى امتنعت عليه واطلع على قبائح شتى فأفرج عنها ولم يزل كذا على حاله في إجابة قابس وامارة قومه دهمان إلى أن هلك وقام بأمره بعده رافع واستفحل بها ملكه وهو الذي اختط بحر العروسيين من مصانع الملك بها واسمه مكتوب لهذا العهد في جدرانها ولما ولى علي بن يحيى على أسطول النصارى ثم ذوي قبائل العرب والأساطيل وزحف إلى قابس سنة احدى عشر وأربعمائة قال ابن أبي الصلت دول الثلاثة الأخماس من قبائل العرب الذين هم سعيد ومحمد ولحسة وأضاف إليهم من الخمس الرابع أكابر بنى مقدم فامن كان منهم بفحص القيروان وفر رافع إلى القيروان وامتنع عليه أهلها ثم امتنع شيوخ دهمان واقتسموا البلاد وعينوا القيروان لرافع وأمكنوه وبعث علي بن يحيى عساكره والعرب المدونة على منازلة رافع بالقيروان وخرج إلى محاربتهم فهلك بالطريق في بعض حروبه مع أشياع رافع ثم إن ميمون بن زياد الصخري حمل رافع بن مكن على مسالمة السلطان وسعى في اصلاح ذات بينهما فانصلح وارتفعت بينهما الفتنة وقام بقابس من ذلك رشيد بن كامل قال ابن بجيل وهو الذي اختط قصر العروسيين وضرب السكة الرشيدية وولى بعده ابنه محمد بن رشيد وغلب عليه مولاه يوسف ثم خرج محمد في بعض وجوهه وترك ابنه مع يوسف فطرده يوسف واستبد وانتهى إلى طاعة رجار فثار به أهل قابس ودفعوه عنهم فخرج إلى أخيه ولحق أخوه عيسى بن رشيد وأخبره الخبر فحاصرهم رجار بسبب ذلك مدة من الأيام وكان آخر من ملكها من بنى جامع أخوه مدافع بن رشيد بن كامل ولما استولى عبد المؤمن على المهدية وصفاقس وطرابلس بعث ابنه عبد الله بعسكر إلى قابس ففر مدافع بن رشيد عن قابس وأسلمها للموحدين ولحق بعرب طرابلس من عرب عوف فأجاروه سنتين ثم لحق بعبد المؤمن بقابس فأكرمه ورضى عنه وانقرض من بنى جامع من يؤانس والبقاء لله وحده اه
(١٦٧)