العباس وأخذ بمذاهب أهل السنة ورفض الخارجية ولقب الشاكر بالله واتخذ السكة باسمه ولقبه وكانت تسمى الدراهم الشاكرية كذا ذكره ابن حزم وقال فيه وكان غاية العدل حتى إذا فزع له بنو عبيد وحمت الفتنة زحف جوهر الكاتب أيام المعز لدين الله في جموع كتامة وصنهاجة وأوليائهم إلى المغرب سنة سبع وأربعين فغلب على سجلماسة وملكها وفر محمد بن الفتح إلى حصن تاسكرات على أميال من سجلماسة وأقام به ثم دخل سجلماسة متنكرا فعرفه رجل من مضغرة وأنذر به فتقبض عليه جوهر وقاده أسيرا إلى القيروان مع أحمد بن بكر صاحب فاس كما نذكره وقفل إلى القيروان فلما انتقض المغرب على الشيعة وفشت بدعة الأمية وأخذ زناتة بطاعة الحكم المنتصر ثار بسجلماسة فأتم من ولد الشاكر وباهى المنتصر بالله ثم وثب عليه أخوه أبو محمد سنة ثنتين وخمسين فقتله وقام بالأمر مكانه وبلغها المعتز بالله وأقام على ذلك مدة وأمر مكناسة يومئذ قد تداعى إلى الانحلال وأمر زناتة قد استفحل بالمغرب عليهم إلى أن زحف حرزون بن فلفول من ملوك مغراوة إلى سجلماسة سنة ست وستين وأبرز إليه أبو محمد المعتز فهزمه حرزون وقتله واستولى على بلده وذخيرته وبعث برأسه إلى قرطبة مع كتاب الفتح وكان ذلك لأول حجابة المنصور بن أبي عامر فنسب إليه واحتسب له لحدا بقبة وعقد لحرزون على سجلماسة فأقام دعوة هشام بأنحائها فكانت أول دعوة أقيمت لهم بالامصار في المغرب الأقصى وانقرض أمر بنى مدرار ومكناسة من المغرب أجمع وأدال منهم بمغراوة وبنى يفرن حسبما يأتي ذكرهم في دولتهم والامر لله وحده وله البقاء سبحانه وتعالى
(١٣٢)