وولى مكانه أبا العيش بن عيسى منهم وأغذ السير لي القيروان سنة أربع وعشرين ورجع موسى بن أبي العافية من الصحراء إلى أعماله بالمغرب فملكها وولى على الأندلس أبا يوسف بن محارب الأزدي وهو الذي مدن عدوة لأندلس وكانت حصونا وأجمل موسى بن أبي العافية قلعة كرماط وخاطب الناصر فبعث إليه مددا من أسطوله وزحف إلى تلمسان ففر عنها أبو العيش واعتصم بارشكول عبارله وغلبه عليها سنة خمس وعشرين ولحق أبو العيش بتكور واعتصم بالقلعة التي بناها هنا لك لنفسه ثم زحف ابن أبي العافية إلى مدينة تنكور فحاصرها مدة ثم تغلب عليها وقتل صاحب عبد البديع بن صالح وخرب مدينتهم ثم سرح ابنه مدين في العساكر فحاصر أبا العباس بالقلعة حتى عقد له السلم عليها واستفحل أمر ابن أبي العافية في المغرب الأقصى واتصل عمله بعمل محمد بن خزر ملك مغراوة وصاحب المغرب الأوسط وبثوا دعوة الأموية في أعمالها وبعث ابنه مدين بأمره في قومه وعقد له الناصر على أعمال ابنه بالمغرب واتصلت يده بيد الخير بن محمد كما كان بين آبائهما ثم فسد ما بينهما وتزاحفا للحرب وبعث الناصر قاضيه مقدر بن سعد لمشارفة أحوالهما واصلاح ما بينهما فتم ذلك كما أراده ولحق به سنة خمس وثلاثين أخوه البورى فارا من عسكر المنصور مع أحمد بن بكر الجذامي عامل فاس بعد أن لحق بالبريد فسار أحمد بن أبي بكر إلى فاس وأقام بها متنكرا إلى أن وثب بعاملها حسن بن قاسم اللواتي وتخلى له عن العمل وصار البورى إلى أخيه مدين واقتسم أعمال ابنه معه ومع ابنه الآخر منقذ فكانوا ثلاث الأثافي وأثار الثوري إلى الناصر سنة خمس وأربعين فعقد الناصر لابنه منصور على عمله وكانت وفاته وهو محاصر لأخيه مدين بفاس وأجاز ابناه أبو العيش ومنصور إلى الناصر فأجزل لهما الكرامة على سنن أبيها ثم هلك مدين فعقد الناصر لأخيه أبى منقذ على عمله سنة ثم غلب مغراوة على فاس وأعمالها واستفحل أمرهم بالمغرب وأزاحوا مكناسة عن ضواحيه وأعماله وساروا إلى مواطنهم وأجاز إسماعيل بن الثوري ومحمد بن عبد الله بن مرين إلى الأندلس فنزلوا بها إلى أن جازوا مع واضح أيام المنصور كما مر عندما نهض زيرى بن عطية طاغيتهم سنة ست وثمانين فملك واضح المغرب ورجعهم إلى أعمالهم وتغلب ملكين بن زيرى على المغرب الأوسط وغلب عليه ملوكة بن خزر من مغراوة فاتصلت يد مكناسة ولم يزالوا في طاعة بنى مزيدي ومظاهرتهم وهلك إسماعيل بن الثوري في حروب حماد مع باديس بشلف سنة خمس وأربعمائة وتوارث ملكهم في أعقاب موسى إلى أن ظهرت دولة المرابطين وغلب يوسف بن تاشفين على أعمال المغرب فزحف إليهم القاسم بن محمد بن عبد الرحمن
(١٣٦)