منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٥ - الصفحة ٢٥٨
والمروي في المستدرك عن عوالي اللئالي عن النبي صلى الله عليه وآله، وما ظفرت عليه في كتب الحديث مما يقرب منه لفظا و يوافقه معنى هو رواية السفرة المروية أيضا بألفاظ ثلاثة، ففي معتبرة السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام: (ان أمير المؤمنين عليه السلام: سئل عن سفرة وجدت في الطريق مطروحة كثير لحمها و خبزها وجبنها وبيضها وفيها سكين، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يقوم ما فيها ثم يؤكل، لأنه يفسد وليس له بقاء، فان جاء طالبها غرموا له الثمن، قيل له:
يا أمير المؤمنين لا يدرى سفرة مسلم أو سفرة مجوسي، فقال: هم في سعة حتى يعلموا).
وروي هذا الحديث في الجعفريات ونوادر الراوندي مع اختلاف يسير في متنه ففي الأول: (هم في سعة من أكلها ما لم يعلموا حتى يعلموا) وفي الثاني: (هم في سعة من أكلها ما لم يعلموا). ومغايرة العبارات الثلاث المتقدمة لما في كتب الأصحاب واضحة، فلا وجه للنزاع في أن (ما) موصولة أو ظرفية بعد عدم وجودها فيما أسند من هذا الحديث كما في العبارة الأولى، أو وجودها مع تعين كونها ظرفية كما في العبارتين الأخيرتين.
وكيف كان، فدلالة الحديث على البراءة ظاهرة، لظهوره في الرخصة و السعة من ناحية الحكم الواقعي المجهول ما لم تنهض عليه حجة.