الأخيرة في خلاف ما حسنه، وهو الاكتفاء بالغيبة عن النظر، وعدم البأس برؤية الشعاع على الجبل.
وهذا كيف يمكن احتماله، فضلا عن المصير إليه مع ضعف النصوص الدالة عليه، وعدم جابر لها بالكلية، ومخالفة الأصول والأخبار المتواترة، حتى الأخبار التي استدل بها على مذهبه؟! لما عرفت من عدم صدق الغيبة والاستتار الواردين فيها، مع وجود الأشعة على قلل الجبال قطعا، لغة وعرفا، فليس بعد ذلك إلا طرحا.
وبالجملة: فقول المبسوط على تقديره ضعيف جدا يستحيل المصير إليه قطعا وأما ما اختاره هؤلاء الجماعة فالظاهر أنه قول محدث، إذ ليس إلا قول المشهور، وما في المبسوط الذي يرجع إليه قول الإسكافي (1) والمرتضى (2) على تقدير ثبوته وقول العماني الآتي وغيره، وهو لا يوافق شيئا منها، فيندفع - زيادة على ما مر بالندرة، والشذوذ، ومخالفته الاجماع. فتأمل جدا.
وهنا قولان آخران باعتبار اسوداد الأفق من المشرق، كما عن العماني (3) للخبرين، وببدو ثلاثة أنجم به، كما عن الصدوقين في المقنع والرسالة للصحيح (5)، وهما شاذان، ومستنداهما لا يقاومان شيئا مما قدمناه من وجوه