كشف الغطاء (ط.ق) - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - ج ١ - الصفحة ١٥
واختارت الله ورسوله فاعتقها وجعلها في جملة أزواجه ومنها غزوة الحديبية وكان أمير المؤمنين عليه السلام كتب بين النبي وبين سهل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وآله اكتب يا علي فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهل هذا كتاب بيننا وبينك فافتحه بما نعرفه واكتب باسمك اللهم وامح ما كتبت فقال النبي صلى الله عليه وآله امح يا علي فقال علي لولا طاعتك لما محوتها فمحاها وكتب علي بسمك اللهم فقال له النبي صلى الله عليه وآله اكتب هذا ما قاضى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال سهل لو أجبنك (أجبتك) في الكتاب لا قررت برسالتك امح هذا واكتب اسمك فامر النبي عليا بمحوه فقال علي عليه السلام ان يدي لا تطيع فاخذ النبي يد علي فوضعها عليه فمحاها فقال صلى الله عليه وآله لعلي انك ستدعى إلى مثلها فتجيب على مضض وفي هذه الغزوة طلب النبي صلى الله عليه وآله الماء فكل من يذهب بالروايا يرجع خاليا حتى ذهب علي عليه السلام فملا الروايا واتى به وعجب الناس وفي هذه الغزوة اقبل سهل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال للنبي صلى الله عليه وآله إن أرقائنا لحقوا بك فارجعهم إلينا فغضب صلى الله عليه وآله وقال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للايمان يضرب رقابكم على الدين فقال بعض من حضر أبو بكر قال لا قيل عمر قال لا قال صلى الله عليه وآله ولكنه خاصف النعل في الحجرة فنظروا فإذا بعلي عليه السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله في الحجرة وقد ورد هذا المضمون في عدة روايات منها غزوة خيبر وقد روى عبد الملك بن هشام في كتاب السيرة النبوية يرفعه إلى ابن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وآله انه نهض برايته إلى بعض حصون خيبر أبا بكر فقال صلى الله عليه وآله ورجع خائبا ثم بعث عمر فكان كذلك فقال لا عطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه كرارا ليس بفرار فدعى عليا عليه السلام وكان أرمد فتفل في عينيه ثم قال خذ هذه الراية وامضى حتى يفتح الله عليك وفيها عن أبي رافع ان عليا عليه السلام لما دنى من الحصن ضربه يهودي بحجر فسقط ترسه من يده فتناول باب الحصن وتترسه حتى فتح الله على يديه وألقاه من يده قال كان معي سبعة نفر وانا ثامنهم فجهدنا ان نقلب الباب فلم نقدر وقيل وكان الذي يغلقه عشرون رجلا وأراد المسلمون نقل الباب فلم ينقله الا سبعون رجلا ومنها غزوة الفتح وفيها أمر النبي صلى الله عليه وآله سعد بن عباده باعطاء الراية لعلي وفيها أرسله النبي لاخراج كتاب كتبه حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يعرفهم فيه مجيئ النبي صلى الله عليه وآله إليهم وكان ابن أبي بلتعة أعطاه جارية سوداء وأمرها ان تأخذ على غير الطريق وكان معه الزبير فطلبا المكتوب فلم يجده فأراد الزبير الرجوع فقال علي عليه السلام يخبرني رسول الله بأنه عندها ويحلف معاذ الله فاخذ الجارية و تهددها بالذبح فأخرجت الكتاب من عقبصتها وفيها قتل علي عليه السلام الحويرث بن نفيل وأراد قتل جماعة اجارتهم أم هاني فشكت إلى رسول الله فعفى عنهم لقربها من علي ومنها غزوة حنين وفيها عجب أبو بكر من كثرتهم حتى نزلت فيه الآية وقد فر المسلمون سوى تسعة من بني هاشم اقدمهم علي وهو واقف بين يدي النبي وقد قتل فيها من المشركين أربعين رجلا فوقع فيهم القتل والأسر ومنها غزوة السلسلة وذلك أنه أخبر النبي صلى الله عليه وآله ان المشركين أرادوا بيته في المدينة فاستدعى أبا بكر فأرسله إلى الوادي الذي هم فيه فلما وصلهم كمنوا له وخرجوا إليه فهزموه وكذلك ذهب بعده عمرو بن العاص لأنه قال انا اذهب إليهم الحرب خديعة فذهب وخرج ورجع منهزما فساد إليهم أمير المؤمنين عليه السلام يكمن بالنهار ويسير بالليل فكبسهم بالليل وهم غافلون فاستولى عليهم ومنها غزوة تبوك وفيها خرج أمير المؤمنين عليه السلام فخرج لمبارزته عمرو بن معدي كرب فولى منهزما وقتل أخاه وابن أخيه وسبى امرأته ونساء غيرها واصطفى لنفسه جارية فوشوا به إلى رسول الله ظانين انه يغصب لمكان فاطمة عليها السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله أنه يحل لعلي عليه السلام من الفيئ ما يحل لي واما حروبه في زمن خلافته فمنها وقعة الجمل بينه عليه السلام وبين (جند) عايشه وكان رئيسهم طلحة والزبير اللذان حركاها على الحرب وحسنا لها الطلب بذم عثمان بعد إن كانت تقول اقتلوا نعثلا قتله الله فقيل لها في ذلك فقالت قلت لهم وما فعلوا حتى تاب وصار كسبيكة الفضة ثم إنه لما تلاقى الفريقان قتل من أصحاب الجمل ست عشر ألفا وسبع مائه وتسعون وكانوا ثلثين ألفا وقتل من أصحاب علي الف وسبعون رجلا وكانوا عشرين ألفا وكان قتلى علي عليه السلام منهم ما لا يحصى ومنها وقعة صفين وقد أقامت اشهورا (شهورا) عديدة وكان من عظيم مواقعها ليلة الهرير وكان أولها المسابقة واخرها الملاقاة بالأبدان وكان لعلي عليه السلام فيها قتلى كثيرة وكلما قتل واحدا كبر فحسب له فيها خمس مائة وثلثين أو عشرين تكبيرة على عداد القتلى وقيل عرف قتلاه بالنهار فان ضرباته كانت على وتيرة واحده ان ضرب طولا قد وان ضرب عرضا قط وكانت كأنها مكواة بالنار وكان من جملة من قتل مع علي عليه السلام عمار الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله تقتله الفئة الباغية ومنها وقعة النهروان مع الخوارج وكانوا اثنى عشر ألفا فكلمهم علي عليه السلام وناظرهم فرجع منهم ثمانية آلاف وبقى أربعة آلاف وكان رئيسهم ذي الثدية فقاتلهم عليه السلام فقتلهم ولم يفلت منهم سوى تسعة رجلان هربا إلى سبحسان (سجستان) من الخراسان وفيها نسلهما واثنان إلى بلاد عمان وبهما نسلهما واثنان إلى اليمن وفيها نسلهما وهم الأباضية وآخران إلى بلاد الجزيرة إلى قرب شاطئ الفرات واخر إلى تل معدن وكان عليه السلام هو الذي قتل فيه الأبطال وخذل الرجال وكان من شجاعته انها تعد من أعظم المعاجز فان له من الخصايص ما لم يكن لاحد ولا يكون مدى الأبد فإنه على كثرة حروبه وعظم مواقفه ما صرعه أحد ولا ولى منهزما ولا جرح أحدا وسلم من جراحته ولا قاد جيشا الا وكان النصر معه ولا أجرح جراحة أردته ولا هاب الاقران ولا خاف النزال فهو معدوم النظير في الشجاعة لا يماثله أحد واما الزهد فقد كان عليه السلام أزهد الخلق بعد النبي صلى الله عليه وآله كما شهد بذاك عمر بن عبد العزيز وروى سويد بن غفلة انه دخل عليه فوجد بين يديه صفحة لبن عظيم الرايحة من شدة الحموضة وفى يده رغيف يرى قشار الشعير في وجهه وهو يكسره بيده أحيانا فإذا عسر عليه كسر بركبتيه وكنس بيت المال يوما ورشه وهو يقول يا صفراء
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 2
2 في أصول العقائد 3
3 في أصول الفقه 20
4 في القواعد المشتركة بين المطالب الفقهية 48
5 المقام الثاني فيما يتعلق بجملة العبادات بالمعنى الأخص 54
6 المقام الثالث في مشتركات العبادات البدنية 69
7 المقام الرابع في مشتركات الطهارة بالمعنى المجازي 72
8 المقام الخامس في الطهارة الداخلة في العبادات 73
9 المقام السادس في المشتركات بين الطهارات المائية 75
10 المقام السابع في المشترك بين الطهارات من العبادات 76
11 كتاب الصلاة 77
12 المبحث السادس في شرائط الصلاة 79
13 المطلب الأول في الطهارة المائية 80
14 المقام الثاني في بيان شروطها 84
15 المقام الثالث في الوضوء الاضطراري 90
16 المقام الرابع في ارتفاع الاعذار 93
17 المقام الخامس في انتظار أصحاب الاعذار 94
18 المقام السادس في بيان الواجب والشرط 94
19 المقام السابع فيما يستحب فيه الوضوء 96
20 المقام الثامن فيما يستحب في الوضوء 97
21 المقام التاسع فيما يكره في الوضوء 100
22 المقام العاشر في احكام الوضوء 101
23 البحث الثاني في الشك في الوضوء 103
24 البحث الثالث في معارضة الوضوء لغيره من الطهارات 104
25 في بيان الاحداث إجمالا وتفصيلا 106
26 في بيان احكام الاحداث 107
27 في بيان احكام التخلي 109
28 فيما يحرم التخلي فيه 110
29 في بيان احكام الاستنجاء 112
30 فيما يحرم الاستنجاء به 114
31 المطلب الخامس في كيفية الاستنجاء 115
32 المطلب السادس في حكم ما يستنجى به 115
33 المقام الخامس في سنن التخلي 116
34 المقام السادس في مكروهات التخلي 117
35 المقصد الثاني في الغسل 119
36 المقام الأول في بيان حقيقة الغسل 119
37 المقام الثاني في بيان اقسام الغسل 121
38 المقام الثالث في الغايات المتوقفة على غسل الجنابة 122
39 المقام الرابع في سنن الغسل وآدابه 124
40 المقام الخامس فيما يكره للجنب 125
41 القسم الثاني في غسل الدماء المخصوصة بالنساء 126
42 المطلب الأول في أقسامها 126
43 المطلب الثاني في كيفية التمييز عند اشتباه الدماء ما عدا دم الحيض 127
44 المطلب الثالث في الاشتباه بين الحيض وغيره 127
45 القسم الرابع في بيان اقسام ذوات الدم 129
46 المطلب الرابع في احكام الدماء الثلاثة 134
47 المقصد الثاني في احكام الحائض 135
48 المقصد الثالث في النفاس 138
49 المقصد الرابع في الاستحاضة 139
50 في الاحكام المشتركة بين اقسام الثلاثة 140
51 المبحث الثاني في احكام الاستحاضة الكثيرة 140
52 المبحث الثالث والرابع في حكمه الاستحاضة المتوسطة والقليلة 141
53 القسم الثالث في احكام الأموات 141
54 المبحث الثاني في الاحتضار 143
55 المبحث الرابع في تجهيز الميت 144
56 المبحث الخامس في غسل الميت 145
57 الفصل الثالث فيمن يجب على الناس تغسيله 146
58 الفصل الرابع في ماء الغسل 146
59 الفصل السادس في بيان حقيقة الغسل 147
60 المبحث السابع في الكفن 149
61 المبحث الثامن في صلوات الميت 151
62 الفصل الثاني والثالث في المصلى ومن يصلى عليه 151
63 الفصل الرابع في كيفية الصلاة 152
64 المبحث التاسع في الدفن وكيفيته 153
65 المبحث العاشر في بيان الأولياء 154
66 المبحث الحادي عشر في حكم من كان صورة من مبدء انسان مؤمن ومن في حكمه 155
67 المبحث الثاني عشر والثالث عشر في احكام الخلل وفي بيان كيفية بعد الدفن 156
68 القسم الرابع في غسل مس الأموات 158
69 البحث الثاني في الأغسال المسنونة 159
70 القسم الثالث في بيان تعداد ما سن من الأغسال للمكان 160
71 في بيان احكام الأغسال 162
72 المطلب الثاني في الطهارة الترابية 162
73 المقام الثاني في الشروط 164
74 المقام الثالث فيما يتيمم به 167
75 المقام الرابع في التيمم الاضطراري 168
76 المقام الخامس والسادس في سننه وآدابه ومكروهاته وفي الغايات المرتبطة به 169
77 المقام السابع في الاحكام 169
78 القسم الثاني في الطهارة الخبثية 170
79 القسم الثاني فيما كان من الحيوان نجسا 172
80 المطلب الثاني في احكام النجاسات 174
81 المقصد الثاني في بيان أحكامها العارضية 177
82 المطلب الثالث في المطهرات 178
83 المطلب الرابع في مستحبات التطهير 183
84 المطلب الخامس في الأواني 183
85 المطلب السادس في المياه 185
86 البحث الثاني في بيان احكام الكر 187
87 المقام الأول في واجبات الحمام 188
88 المقام الثاني في بيان مستحبات دخول الحمام 189
89 المقام الثالث في بيان مكروهات الحمام 190
90 في بيان احكام التوابع 190
91 ثامنها مبحث الأسئار 191
92 المقام الأول والثاني في مبحث مياه الآبار وكيفية تطهيره 192
93 المقام الثالث في بيان احكام الآبار 194
94 القسم الثاني في ماء المضاف 195
95 القسم الثاني من شرائط الصلاة اللباس 196
96 في بيان ما يكون عورة في الصلاة 197
97 المقام الثالث في بيان شروط الساتر وما يتبعها 199
98 المقام الرابع والخامس في بيان ما يستحب من اللباس وما يكره 202
99 القسم الثالث من شرائط الصلاة المكان 205
100 في بيان شرائط مكان المصلي 205
101 في بيان اشتراط عدم الاخلال بموضع السجود 209
102 المقام الثاني في بيان مستحبات مكان المصلي 210
103 المبحث الثالث في بيان فضيلة المساجد 211
104 المقام الثاني في بيان احكام المساجد 212
105 المقام الثالث في مكروهات مكان المصلي 214
106 خاتمة في بيان احكام البيوت والمساكن وتوابعها 216
107 القسم الرابع في القبلة 217
108 المبحث الأول والثاني في بيان معنى القبلة وطروق معرفتها 217
109 المبحث الثالث فيما يستقبل له 218
110 المبحث الرابع في احكام القبلة 219
111 القسم الخامس في أوقات الصلاة 221
112 البحث الأول والثاني في بيان أوقات الفرائض اليومية وفضيلتها 221
113 المقام الثاني في بيان أوقات نوافل اليومية 222
114 المقام الثالث في بيان احكام الأوقات 223
115 المبحث السابع في تعدد الصلاة اليومية 225
116 البحث الأول والثاني في بيان اعداد النوافل وكيفيتها 225
117 المبحث الثامن في بيان أفعال الصلاة 226
118 المقام الثاني في بيان كيفية الاذان 227
119 المبحث الثالث في بيان اقسام الاذان 228
120 البحث الثاني في احكام الاذان 229
121 المقام الثالث في بيان أفعال الواجبة للصلاة 232
122 المقام الرابع في بيان القنوت 245
123 في بيان التعقيب عقيب الصلاة 246
124 المقام الخامس في بيان ما يستحب فعله في الصلاة وما يكره 250
125 في بيان صلوات الجمعة 251
126 في بيان شرائط الصحة 252
127 البحث السادس فيما يستحب في صلوات الجمعة 254
128 البحث السابع في بيان احكام الجمعة 255
129 البحث الثامن فيما يستحب في صلوات الجمعة 256
130 المقام الثاني في بيان صلوات العيدين وأحكامهما 256
131 المقام الثالث في بيان صلوات الآيات 257
132 المبحث العاشر في بيان الصلاة الواجبة بالعارض 258
133 المبحث الحادي عشر في بيان النوافل المسماة من غير الرواتب 259
134 المبحث الثاني في احكام النوافل 263
135 المبحث الثاني عشر في صلوات الجماعة وأحكامها 264
136 البحث السادس في شرائط الإمامة 266
137 البحث السابع في احكام الجماعة 268
138 المبحث الثالث عشر في صلوات القضاء 270
139 المبحث الرابع عشر في بيان صلوات المسافر 271
140 المقام الثاني في بيان أحكامه 274
141 المبحث الخامس عشر في صلوات الخوف 276
142 المبحث السادس عشر في أسباب الخلل 277
143 في بيان الخلل في الشروط 278
144 المقصد الثاني في الخلل في الغايات والاجزاء 279
145 في بيان الزيادة في الركعات وغيرها 281
146 في بيان الشك في نقص الاجزاء 282
147 في بيان الشك المتعلق في الركعات 283
148 في بيان اقسام الشك واحكامه 284
149 في بيان ركعات الاحتياط 285
150 في بيان اجزاء المنسية وأحكامها 287
151 في بيان سجدتي السهو وكيفيتهما وأحكامهما 287
152 في بيان ما يبطل الصلاة عمدا ولا سهوا 289
153 في بيان مالا يبطل الصلاة عمدا ولا سهوا 290
154 في بيان وجوب رد السلام و عدمه 291
155 في بيان وجوب أسرار الصلاة 292
156 في بيان أسرار الشروط والمنافيات 293
157 في بيان أسرار أجزاء الصلاة 293
158 في بيان علة كون النوافل أربع وثلاثين ركعة 296