بعد التمام كان له البناء على حال القيام وكذا المضطجع ونحوه في وجه ومنها ان جميع التعقيبات تعم الفرائض والنوافل كما ينبئ عنه تفضيل تعقيب الفريضة على الاطلاق ومنها ان التعقيب لا يتعين فيه العدد الوارد فمن استقل استقل من الاجر ومن استكثر استكثر ومنها ان اللعن الوارد والصلاة انما ذكر فيها الأهم فلو زاد بغيره كان له اجر بمقداره ومنها ان ما فيه ذكر بعض الكيفيات سنة في سنة وليس بشرط ومنها ان تخلف بعض الغايات المذكورة في كثير من الدعوات وغيرها مبنى إما على انها مشروطة بشرائط خفية فتنتفي بانتفاءها واما على انها مقتضيات فلا لزوم فيها وأما على أن المراد إما هي أو اعواضها في الآخرة المقام الخامس في جميع ما يستحب فعله أو يكره في الصلوات (مما وجد من تكبيرة الافتتاح إلى الختام) وهو ثلثة أقسام أحدها ما يشترك بين الذكور والإناث وهو أمور أولها الاتيان بخمس وتسعين تكبيرة في الصلوات الخمس اليومية الإتمامية وهي سبعة عشرة ركعة في كل ركعة خمس للركوع والسجودين والرفع منهما وخمس للاحرام في الصلوات الخمس وخمس للقنوتات ثانيها رفع اليدين لكل تكبير منها مقارنا بأول التكبير أول الرفع وبختامه ختامه ولا مانع من الصور المتكثرة الباقية من الاقتران بالابتداء فقط مع ختم التكبير قبل الرفع أو بعده أو الختام فقط مع السبق بالتكبير أو بالرفع أو انطباق التكبير على وسط الرفع أو بالعكس ومثل ذلك يجرى في الوضع ولا من انطباق أول التكبير على أول الرفع واخره على اخر الوضع ثالثها ان يضيف إلى الرفع للتكبير الرفع من الركوع فيكون المسنون من الرفع مائة واثنى عشر رابعها بسط الكفين وضم الأصابع الا في الركوع فيفرجها خامسها عدم تجاوز الاذنين في رفع التكبير ولا سيما فوق الرأس سادسها نصب العنق في القيام سابعها بروز اليدين من الثياب ثامنها النظر قائما إلى موضع السجود وراكعا إلى ما بين القدمين وقانتا إلى باطن الكفين و ساجدا إلى طرف الأنف وجالسا إلى باطن الحجر تاسعها سلام الامام والمنفرد إلى القبلة مع ايماء الأول بصفحة خده الأيمن والثاني بمؤخر عينيه إلى اليمين قاصدين من حضر من الملائكة والنبيين والانس والجن وسلم المأموم مرة قاصدا به الرد على الامام ان لم يكن على يساره أحد والا سلم على يساره وقصد المأمومين أيضا أو خصوص من على اليسار كما مر عاشرها التسميع عن قيام للامام والمنفرد والتحميد للمأموم ولو جمعوا بينهما فلا باس حادي عشرها الخشوع والخضوع وان يصلي صلاة مودع وقد كان زين الساجدين عليه السلام إذا قام إلى الصلاة يتغير لونه و كان كساق شجرة لا يتحرك منه شئ سوى ما حركته الريح ثاني عشرها فيما يكره وهو نفخ موضع السجود ما لم يتعمد حرفين ثالث عشرها كذلك وهو النظر إلى السماء رابع عشرها التوجه إلى باب مفتوح خال عن المصراع أو مشتمل عليه مع فتحه ويحتمل لحوق كل فرجة في جدار أو نحوه به خامس عشرها التوجه إلى وجه انسان حي غير منفصل في وجه وغير محجوب صغير أو كبير ذكر أو أنثى ويشتركان فيما يتعلق بالمكان والزمان واللباس سوى ما يتعلق بالستر فيهن سادس عشرها العبث باليدين وبالرأس سابع عشرها التمطي والتثائب وفرقعة الأصابع ثامن عشرها اشتغال القلب بالحديث تاسع عشرها قص الظفر والاخذ من الشعر والعض عليه وعقصه العشرون النظر إلى نقش الخاتم والمصحف والكتاب وقرائته في الصلاة الحادي والعشرون ابقاء دواء يتحمله فلا يصلى حتى يخرجه وينزعه الثاني والعشرون الالتفات اليسير والعض على اللحية والعبث بها ونحوهما في شعر المراءة وقرض الأظفار بالأسنان مكروهة في ذاتها وتشتد كراهتها في الصلاة ثانيها ما يتعلق بالذكور فقط وهو أمور منها الجهر بالتكبير والقنوت والتشهد وجميع الاذكار للامام والمنفرد سوى الاستعاذة ومنها الانحناء مع تسوية الظهر ومنها وضع الراحتين على عين الركبة ويتبعها الأصابع ومنها الاعتدال قائما والنزول منفرجا والبدئة باليدين ومنها التخوي في السجود ورفع الذراعين عن الأرض ومنها الجلوس في محاله بأسرها متربعا واضعا لظهر قدمه اليمنى على بطن قدمه اليسرى وجالسا بعضه على بعض ومنها القيام منفرجا غير متضام ومنها كراهة العبث بلحيته أو عورته فإنه لا يقع الا من الرجال غالبا وفي تعليم الصادق عليه السلام لحماد بيان كثير من هذه الأحكام فإنه عليه السلام بعد أن سئل حمادا انه هل يحسن الصلاة أو لا فاجابه حماد بأنه يحفظ كتاب حريز وقال له لا عليك قم فصل وفيه إشارة إلى أن التجسس على الخواص وفي مقام الخجل لا بأس به فصلى حماد فقال عليه السلام له يا حماد لا تحسن ان تصلى ما أقبح بالرجل منكم ان يأتي عليه ستون أو سبعون سنة ولا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة فقام صلى الله عليه وآله معلما له منتصبا مرسلا يديه جميعا على فخذيه ضاما أصابعه مقربا بين قدميه كان بينهما قدر ثلث أصابع مفرجات مستقبل القبلة بأصابع رجليه جميعا لم يحرفهما عن القبلة بخشوع واستكانة فقال الله أكبر ثم قرء الحمد بترتيل وقل هو الله أحد ثم صبر هنيئة بقدر ما تنفس وهو قائم وكبر وهو قائم ثم ركع وملا كفيه من ركبتيه مفرجات ورد ركبتيه إلى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صب عليه ماء أو دهن لم يزل لاستواء ظهره ونصب عنقه وغمض عينيه وقال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلثا بترتيل ثم استوى قائما فلما استمكن من القيام قال سمع الله لمن حمده ثم كبر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه وسجد ووضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه فقال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلث مرات ولم يضع شيئا من يديه على شئ منه وسجد على ثمانية أعظم الجبهة والكفين وعيني الركبتين وأنامل ابهامي الرجلين والأنف فقال هذه السبعة فرض ووضع الانف على الأرض سنة وهو الارغام ثم رفع رأسه من السجود فلما استوى جالسا قال الله أكبر ثم قعد على جانبه الأيسر ووضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى وقال استغفر الله ربي وأتوب إليه ثم كبر وهو جالس وسجد الثانية وقال فيها كما قال في الأولى ولم يستعن بشئ من بدنه على شئ منه في ركوع ولا سجود وكان مجنحا ولم يضع ذراعيه على الأرض فصلى
(٢٥٠)