بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد لله الذي اختص بالأزلية والقدم وعمر الخلايق بالنعم وشمل الكائنات باللطف الجميل والكرم بعد أن أبرز نور المكونات من ظلمة العدم وجعل شريعة محمد صلى الله عليه وآله بين الشرايع كنار على علم وفضله على جميع من تأخر من الأنبياء أو تقدم وأكمل دينه بخلافة ابن عمه سيد العرب والعجم وأولاده القائمين في الإمامة على أرسخ قدم صلى الله عليه وآله ما غسق ليل واظلم وما انفجر صبح من الظلام و ضحك أو تبسم إما بعد فاني بعد ما صنفت رسالة مختصرة لبيان أحكام الشريعة الطاهرة المطهرة يرجع إليها عامة المكلفين للتقليد في أمور الدين سئلني ولدي الطاهر المطهر قرة عيني ومهجة فؤادي موسى بن جعفر عليه السلام أطال الله تعالى بقائه وجعلني ليكون خلفا لي فدائه ان اكتب كتابا حاويا لفروع المسائل معلما كيفية الاستنباط من الشواهد والدلائل لينتفع به المبتدئ والواسطة والواصل ويكون مرجعا لفحول العلماء وميدانا لسباق المحصلين والفضلاء وحيث كنت في ارض كثرت همومها وتزايدت على مرور الأيام غمومها ولم يكن فيها من يشتري العلم من أهله ولا من يفرق بين العالم في علمه والجاهل في جهله فتأخرت في إجابته ولم أبادر في جواب مسئلته إلى أن دخلت في مملكة صفى فيها ذهني وارتفع بحمد الله عند حلولي فيها همي وحزني حيث لم أر فيها شاكيا ولا شاكية ولا باكيا ولا باكية بل (رأيت) جميع الرعايا بين داع وداعية ورأيت العلماء قد ارتفع مقدارهم وغلت بعد نهاية الرخص اسعارهم بأيام دولة فاق ضوئها ضوء القمر فانجلت في أيامها الغبرة عن وجوه البشر دولة أدام الله أيامها وقوامها على رغم أنف من طغى وفجر وتجبر وتكبر وما امن بل كفر الدولة المحمية بحماية ملاك القضاء والقدر وبشفاعة خاتم الأنبياء والمرسلين سيد البشر دولة الطائفة الفائقة من تقدم من السلاطين ومن تأخر التي شاع صيتها في جميع الممالك واطراف الأرض دولة القجر لا زالت محمية بحماية الله من كل بؤس وضرر ثم قد تمت لطائف النعم وشمل السرور جميع طوائف العرب والعجم بانقياد أزمة الدولة السلطانية والمملكة العظيمة الخاقانية لصاحب الهمة العليا الموفق لخير الآخرة ونعيم الدنيا صاحب الآراء السديدة والمكارم العديدة والأخلاق الحميدة ذي السيف التبار والرمح النافذ في قلوب الكفار والمتضعضع من هيبته سكان الفيافي والقفار ومن حل في السواحل أو في جزائر البحار إن جالس العلماء كان مقدمهم أو اختلى بالوزراء كان مدرسهم ومعلمهم ان عارض رأيه الآراء كان رأيه الصائب أو خالف فكره الأفكار كان فكره الثاقب حتى انسى اياسا وذكائه وحاتما وسخائه والسمول ووفائه والأحنف وحلمه والمنصور وحزمه وكعبا ورياسته والنعمان وسياسته وعنترا وشجاعته وفاق على الإسكندر في الرأي والباس وعلى الريان في العزم والحدس له في الحرب وثبة الأسد الغضنفر وفي محل الامارة نور الروض إذا أزهر إذا تكلم تبسم وان أجاب كان جوابه نعم إذا رأيت خلقه وطبعه السليم قلت ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم شمس قد أشرق نورها على جميع الآفاق وعم ضوئها أقاليم المسلمين على الاطلاق
(٢)