قد تولدت منها أهلة بقيت تحت الشعاع فترتب عليها تمام الانتفاع. واهلة خرجت من تحت شعاعها فصارت بدورا عم ضوئها جميع البقاع فتلألأت أنوارها وأشرقت غاية الاشراق في أذربايجان وخراسان وفارس والعراق إذا رأيت تمكينهم ووقارهم قلت سبحان العزيز الخلاق من غمر بي بالفضل والشفقة والاحسان وقدمني من غير قابلية على جميع الأمثال والاقران وطار به اسمي في جميع الممالك من بني عثمان وغير بني عثمان شاه هذا الزمان والفائق من يكون من الملوك أو كان سلطان إيران وخراسان وأذربايجان من كان فتح الممالك على يدية بحكم الله فطابق اسمه الشريف مفهومه ومعناه السلطان بن السلطان والخاقان بن الخاقان من لم أصرح باسمه تعظيما وعبرت عنه بالإشارة تبجيلا وتفخيما من جرى فتح الممالك على يديه وعلى سيده ومولاه معينه عليه فكان اسمه الفتح مضافا إلى علي وعلي مضاف إليه لا زال في حماية الملك الديان حتى تتصل دولته بدولة مولاه ومولاي ومولى الإنس والجان صاحب العصر والنصر والامر والنهي صاحب الزمان فلما دخلت في أطراف مملكته من الله علي وعلى سائر المسلمين بدوام بقائه واستقام دولته وعندها صار في بالي وجرى في فكري وخيالي ان أشرع في تصنيف كتاب يتضمن أوجز كلام وأبلغ خطاب مشتمل على بيان اسرار الشريعة المصطفوية والأحكام الشرعية الجعفرية وعلى مقدماتها مما يتعلق بالاعتقادات الأصولية ونبذة من مهمات الأصول الفقهية ثم أوصله إلى حضرته برسم الپيشكش المسمى بلغة العرب هدية لأني لم أجد مشتريا سواه ولا طالبا لمطالب العلوم الا إياه ولم يكن لي محرك على تصنيفه لولاه فجاء من يمنه وسعوده واقباله جامعا لمهمات الاحكام الصادرة عن محمد واله فالمأمول من حضرة سلطان الزمان ان يتلقاه بالرضا والقبول على ما فيه من الخلل والنقصان فإنما هو بمنزلة جرادة أهديت إلى سليمان - شعر: ليس الهدية قدر من تهدى له ان الهدية قدر من يهديها، وبالله المستعان وهو حسبي وعليه التكلان وسميته كشف الغطاء عن خفيات مبهمات شريعة الغراء ورتبته على ثلاثة فنون الفن الأول فيما يتعلق ببيان الأصول الاسلامية والعقايد الايمانية الجعفرية الفن الثاني فيما يتعلق ببيان بعض المطالب الأصول الفرعية وما يتبعها من القواعد المشتركة بين المطالب الفقهية الفن الثالث فيما يتعلق بالفروع الدينية وهو أربعة أقسام عبادات وعقود وايقاعات واحكام، فن الاعتقادات وفيه مباحث، المبحث الأول في التوحيد بمعنى ان يعرف ان الله تعالى واحد في الربوبية ولا شريك له في المعبودية ويتبعها النظر في الصفات من الثبوتيات والسلبيات ويكفي في هذا المقام ما يغني عن الخوض في مباحث الكلام من امعان النظر في الآثار واختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وجري الأنهار وركود البحار وحركة السماء واضطراب الهواء وتغير الأشياء وإجابة الدعاء وما نزل على سالف الأمم من البلاء وإيجاد الموجودات وصنع المصنوعات وتكوين الأبدان وتفضي الزمان واستقامة النظام واصطكاك الغمام وكفى بصنع الانسان فضلا عن ساير أنواع الحيوان دليلا قاطعا وبرهانا ساطعا خلقه من تراب ثم أودعه الأصلاب نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسى العظام لحما ثم أخرجه خلقا سويا وخلق له لبنا صافيا وجعل له غذاء وافيا ينجذب إذا جذبه ويحتبس إذا رفع فمه ولولاه لم يتغذ بمأكول ولا مشروب للطافة بدنه وضعف هاضمته وأودع محبته في قلب امه فتحملت سهر الليل وثقل الحمل وكلفة التطهير والغسل ثم لما (كملت) قوته وعظمت إلى ما غلظ من الماكل حاجته خلق له أسنانا يقتدر بها على طحن المأكول وجعلها على مبدء الدخول والهمه الفكر الصحيح وعلمه المنطق الفصيح ليتعرض لتحصيل مطالبه واكتساب ماربه وحببه إلى أبيه لاحتياجه حينئذ إليه حيث لا معول له بعد الله الا عليه حتى إذا بلغ الكمال وملت أهاليه من تربيته في تلك الحال أودعه قوة يقتدر بها على المعاش واقتناء اللباس والغطاء والفراش بعد أن شق له سمعا قسمه على الجانبين و حرسه من لطفه بحواطتين تحرسانه عن وصول ما يفسده من القذرات وخصه بمرئ الوسخ عن بلوغ مؤذيات الحيوانات وبصرا في محل مكشوف ليتمكن من الابصار وسوره بجفنين يحفظانه من المضار وجعل له أمعاء وشهوة الغذاء ومجرى الشراب والطعام والهواء وأودعه قوة جاذبة ترسل ذلك إلى ماسكة مصحوبة بها ضمة مناولة لدافعه وخلق له مدخلا ومخرجا ويدا للبطش ورجلا للمشي وآلة وامناء ورحما يحفظ تلك النطفة إلى حيث يشاء فتبارك الله الذي خلق الانسان بلا مثال وأقام الخلايق على أحسن اعتدال فلو تأملت في نفسك التي بين جنبيك وتفكرت بجسمك الذي هو محط عينيك فضلا عن أن توجه حواس الادراك إلى عجيب صنع الأفلاك وما أحاطت به الأرضون والسماوات من عجائب المخلوقات من الملائكة المقربين وضروب الجن والشياطين لأنبأك هذا النظام المستقيم الجاري على النهج القويم ان هناك موجدا لا يعارض وحاكما لا يناقض عالما بحقايق الأشياء قديرا على ما يشاء ولو دخله الجهل أو العجز فسد النظام ولم يحصل للصنع ذلك الاحكام وعلومه الذاتية (و) نسبتها إلى المعلومات بالسوية وقدرته عامة لجميع المقدورات لأنها ثابتة بمقتضى الذات والعلم والقدرة برهانان على حياة الجبار وجري الافعال على وفق المصالح أبين شاهد على أنه فاعل مختار قديم أزلي لم يسبق بعدم اصلى والا لم يكن قادرا بل مقدورا عليه مع أن مقتضى الذات لا يجوز الاختلافات بالنسبة إليه ابدي سرمدي إذ مقتضى القدم عدم امكان العدم وقد تقرر في العقول ان معلول الذات لا يحول ولا يزول و
(٣)