ابن حنبل والجمع بين الصحاح الست عن انس بن مالك قال كان عند النبي طائر قد طبخ له فقال صلى الله عليه وآله اللهم آتني بأحب الناس إليك يأكل معي فجاء علي عليه السلام واكل معه وعن ابن عباس انه لما حضرته الوفاة قال اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي وفي مسند ابن حنبل وصحيح مسلم لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقول سلوني غير علي وفي المسند عنه صلى الله عليه وآله انا مدينه العلم وعلي بابها وفي الجمع بين الصحاح الست عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال اللهم أدر الحق مع علي عليه السلام حيث دار وروى الجمهور انه صلى الله عليه وآله قال لعمار سيكون في أمتي بعدي هناة واختلاف يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت مع الحق والحق معك ان سلك الناس كلهم واديا وسلك علي عليه السلام واديا فاسلك واديا سلكه علي عليه السلام وخل الناس طرا يا عمار ان طاعة علي عليه السلام من طاعتي وطاعتي من طاعة الله وروى أحمد بن موسى بن مردويه من الجمهور من عدة طرق عن عايشة ان النبي صلى الله عليه وآله قال الحق مع علي وعلي مع الحق لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وهذا القسم من الاخبار كثيرة منها دالة على وجوب طاعة علي عليه السلام والانقياد إليه في جميع الأوقات بعد النبي صلى الله عليه وآله فلو لم تكن الإمامة مستحقة له بعد موت النبي صلى الله عليه وآله لكان كأحد من الصحابة وفي الباقي منها ما يؤذن برفعة منزلته وعلو قدره على ساير الصحابة فيكون هو الأحق بالخلافة لاستحالة ترجيح المفضول على الفاضل ونظير هذه الرواية ما دل على أن حبه ايمان وبغضه كفر كما في مسند ابن حنبل والجمع بين الصحيحين والجمع بين الصحاح الست من أن رسول الله صلى الله عليه وآله (قال يا علي) لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق وفي مسند ابن حنبل ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام ان فيك مثلا من عيسى بن مريم أبغضه اليهود حتى اتهموا امه وأحبه النصارى حتى أنزلوه المنزلة الذي ليس باهل ومن كان بعضه كفر وحبه ايمان لا يكون الأنبياء أو إماما واما الاخبار المنقولة في بيان غزواته وبعض كراماته فلا حصر لها كحديث الكساء وحديث المباهلة وخبر فتح خيبر وفيه انه بعد أن بعث الأول والثاني فرجعا خائبين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأعطين الراية (رايتي خ ل) غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار فلما أصبح الصبح جاء جماعة من الصحابة يزعم كل منهم انه المعنى بذلك فأعطاها عليا عليه السلام وحديث بعثه ببرائة بعد أن بعث الأول ثم نزل جبرئيل برده وقال عليه السلام لا يؤدها الا أنت أو رجل منك فأرسل خلفه وأرسل عليا بها وخبر مبيته على فراش النبي صلى الله عليه وآله ليقيه بنفسه وحديث المناجاة وانه لم يعمل بآية المناجاة من تقديم الصدقة عندها سوى علي وخبر تسميته أبا تراب وحديث حمل النبي صلى الله عليه وآله له حتى كسر الأصنام وخبر انه لا يجوز على الصراط الا من كان معه كتاب من ولاية علي بن أبي طالب (ع) وحديث رد الشمس عليه بعد الغروب مرة أو مرتين وروى ستين مرة وخبر نزول لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي عليه السلام في واقعة أحد وروى أنها نادى بها المنادي يوم بدر إلى غير ذلك مما لو أمعنت النظر واقتفيت الأثر لعلمت من مجموعه انه ليس من بعد النبي صلى الله عليه وآله أهل للنهوض بأعباء الخلافة سوى من نصبه الله تعالى لها على انها لا يخفى على من له أدنى خبرة بأحوال السلف ان في البين فريقين مختصمين أشد الخصومة ولا زالت الحرب بينهما قائمة فهذا علي عليه السلام كان في زمن المشايخ جالسا في داره مشغولا بعبادة ربه لا يولى على جانب وخالد بن الوليد واضرابه أقدم منه وبقى على هذه الحالة إلى قيام الثالث الذي قتله المهاجرون والأنصار ومعظمهم من أصحاب علي ليت شعري كيف يرضى العاقل بوثوق علي بايمان عثمان ويقتل بمرئ منه ومسمع والعجب انهم يستندون في رضا علي بخلافة القوم بسكوته مع أنه سيف الله ولا يستدلون بسكوته عن قتل عثمان على رضاه به سبحان الله كيف يخفى على العاقل رضاه وقد كان القاتل له بيد أخص خواصه محمد ابن أبي بكر ثم الرابع الذي تلقى الامر منه معوية كاتب الوحي الذي وضع سب أمير المؤمنين في خطبه وفرضه على نفسه ودام على ذلك ما شاء الله وروى أن قوما من بنى أمية (لعنهم الله) قالوا لمعوية (يا أمير الفاسقين) انك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل فقال لعنه الله لا حتى يربوا عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلا ثم تورثها منه ولده الملعون لعنه الله يزيد وقد قتل فرخ رسول الله وقرة عينيه مع جماعة من الصحابة الذين مدحهم الله تعالى في القران ولا يجتمعون على باطل ثم تورثها باقي بني أمية وساروا مع أولاد رسول الله ما علم به كل سامع ثم تورثها بنوا العباس وصنعوا مع أولاد رسول الله من القتل والصلب والبناء في الجدران والدفن في الأرض ما ليس له عد ولا حد ثم استمرت دولة بين الأغنياء يتوارثها القوم صاغرا عن كابر كل ذلك مضافا إلى ما علمت من حال عايشة مع علي عليه السلام وحربها له مع الصحابة الممدوحين في القران وحال معوية مع الحسن عليه السلام وغير ذلك لكن القوم لحدة أذهانهم وجودة انظارهم يعتذرون مرة بالاجتهاد وهو عذر مسموع كيف لا وايمان علي عليه السلام واسلامه كان نظريا أو ان تحريم لعن المسلم كان نظريا والأولى في الجواب ان هذا الاجتهاد لا يزيد على اجتهاد الدباب التي دحرجوا بها لناقة رسول الله إلى غير ذلك من الكرامات التي نشير إليها وان رجعوا إلى التوبة فكان معنى التوبة عقر الجمل وهزيمة الجند وموت معوية ونحو ذلك ثم سرى الخلاف إلى هنام واجتهاد التخلف عن جيش أسامة واجتهاد أذية بنت رسول الله إلى فقهاء القوم مع ذرية رسول الله فكان الرجوع إلى الفقهاء منهم وعترة النبي صلى الله عليه وآله معزولون معتكفون في دورهم كل له طريقته ينفرد به فالباقر والصادق وأولادهما عليهم السلام و أصحابهم لا يألفون إلى أولئك ولاهم يألفون إليهم فان صح ان باب الاجتهاد انسد واختص الرجوع بالأربعة فقد نسبوا العترة التي أمروا بالتمسك بها إلى الضلال وإذا ظهر البون بين الفريقين قديما وحديثا فعلى العاقل ان يختار أحد الجادتين ولا يجمع بين أمرين متضادين الله أكبر الله أكبر ما أكثر البقر واما الأئمة الاثنا عشر فأولهم علي بن أبي طالب عليه السلام بن عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت
(١١)