الكلام والسؤال عن حاله فمستحب في مستحب ويستحب له ان يبشره بطول الاجل ليسره بذلك وان يهدي إليه هدية كتفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو قدر من طيب أو بخور أو نحو ذلك ليستريح إليها ووضع يده والدعاء له وأن يقول عند دخوله أعيذك بالله العظيم من كل عرق نعاد (نعار) بالعين المهملة والتشديد وهو الفواد ومن شر حر النار سبع مرات وأن يقول في دعائه أنساك الله العافية ولا أنساك الشكر عليها وأن يكون بعد كل ثلاثة أيام والظاهر احتساب المكسور منها وروى يوم ويوم لا وان يترك عيادته ويخلى بينه وبين أهله إذا طال مرضه أو يعتوره الاغماء أو الضعف بحيث يحتاج إلى رفق وان يترك الاكل عنده لئلا يحبط اجره وان يسئله الدعاء و يستحب السعي في حوائجه فعن النبي صلى الله عليه وآله من سعى في حاجة مريض قضاها أولا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وعن النبي صلى الله عليه وآله أيضا انه لا عيادة في دمل ولا ضرس ولا رمد والظاهر الحمل على رفع شدة الندب وقد يرجح للعوارض أشد رجحان ويستحب للمريض وأوليائه ان يأذنوا لإخوانهم المؤمنين بالعيادة ففي الحديث ان في ذلك اجرا عظيما للمريض والأولياء والعواد وان يلتمس الدعاء منهم فإنه (فإنهم) ربما دعوا فيستجاب لهم فيه وان يستشفى بالتربة الحسينية من دون ان يزيد على مقدار خمصة ويكفى الاخذ من مطلق الحرم وكلما قرب إلى القبر الشريف كان أفضل مع المحافظة على الدعاء والكيفية الخاصة وان يستعمل الصدقات وان يلتمس الدعاء خصوصا من الأولياء والأرحام ولا سيما الأمهات والاباء وينبغي لوالدته ان ترقى على مكان مرتفع والأولى ان يكون بالليل وتنشر شعرها وتتضرع وتبكى أو تتباكى وتطلب من الله السرور بعافيته كما سرها بحمله وولادته ويستحب للعراقي وأوليائه ارسال شخص ورع إلى كربلاء ليدعوا له بالشفاء تحت قبة سيد الشهداء وربما جرى في أهل الأماكن البعيدة إذ يرجى حصول الأثر بمجرد انصراف الداعي عن مكانه متوجها إلى مقصده ولكل من المشاهد المشرفة والمساجد وقبور الأنبياء ومحال الأولياء خصوصية في استجابة الدعاء على اختلاف مراتبها فيستحب إذا ارسال الداعي إليها المبحث الثاني في الاحتضار وانما سمى احتضارا لحضور الملائكة أو الأرحام أو مطلق الناس عنده ويسمى نزعا لأنه وقت نزع الروح من البدن وسوقا لأنها تساق منه إلى خارج إذا احتضر المؤمن ودنى رحيله وجب على الناس كفاية وإن كان الولي أولي بالحضور عنده لحفظه مما يرد عليه من العوارض الباعثة على تعجيل حتف انفه أو إهانة نفسية وان يستقبلوا به القبلة ان لم يستقبل بنفسه بوضعه على قفاه وجعل وجهه ومقاديم بدنه وباطن قدميه إلى القبلة ولا عبرة بيديه فان تعذر الاستقبال على ذلك الوجه فعلى هيئة المضطجع مخيرا بين الأيمن والأيسر وإن كان الأول أولي وإن كان في مكان ضيق أو محمل أو نحوه استقبل به على هيئة الجالس وهكذا ويسقط الحكم لو كان على دابة أو في سفينة سائرتين أو مصلوبا أو مقتولا حدا أو قصاصا حال القتل ولو قيل بوجوب الاستقبال في القسمين الأولين ابتداء ثم يسقط بعد ذلك أو يستقبل به رأس السفينة أو صدر الدابة لم يكن بعيدا ويسقط مع التعذر ومع جهل القبلة الا ان يعلم المشرق والمغرب ونحوهما فيوجه بينهما ثم إذا مات سقط وجوب الاستقبال الا في الدفن وان استحب في جميع أحوال الوضع مستقرا ولو لم يستقبل به أحد وامكنه الاستقبال بنفسه وجب عليه ويستحب ان يكون رجاؤه أكثر من خوفه كما في الخبر وفيه وجهان أحدهما بحسب اختلاف الزمان ثانيهما في كل ان وتعلق الندب بهما لاختيارية مقدماتهما ولعل السر فيه ان الرجاء له حالان مراعاة اللطف وحده ومع وزنه مع الذنوب وللخوف حال واحد وهو مراعاة الذنوب وحدها والمراد من الخوف بالنسبة إلى الأنبياء والأوصياء ما يترتب على الأهوال لاعلى الاحتمال وستر عورته وكتمان معائبه ورفع القذارات عنه وحسن الظن به حتى لو صدرت منه كلمة كفر حملت على الهذيان وأمره بحسن الظن وتلقينه وهو التلقين الأول الشهادتين وجميع الاعتقادات الاسلامية والايمانية والاقرار بالأئمة واحدا واحدا والتبري من أعدائهم وينص على بعض أسماء خاصة وحسن الظن بالله والاعتماد على شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته (ع) ويستحب ان يتبع باللسان فان عجز فبقلبه محركا للسانه ومشيرا بيديه أو رأسه وعينيه فان قصر عن الكل اقتصر على التصديق بقلبه وإن كان به صمم أو ثقل في سمعه فهم بالإشارة ان أمكن فان تعذر ذلك اجتزى بمجرد التلاوة وكذا الحال في كل تلقين وكذا يستحب تلقينه لفظ لا إله إلا الله فقد ورد ان من كانت اخر كلامه دخل الجنة وكلمات الفرج وأحوط صورها لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن (وما تحتهن) ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وتلقينه قول اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل مني اليسير من طاعتك وقول يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير انك أنت العفو الغفور وقول اللهم أعني على سكرات الموت وقول اللهم ارحمني فإنك كريم وقول اللهم ارحمني فإنك رحيم ويستحب ان يقرء عنده سورة الصافات ويس والأحزاب وآية الكرسي وآية السخرة وهي ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض الخ وثلث أية من اخر سورة البقرة وهي لله ما في السماوات والأرض الخ وكذا جميع ما كان من قران أو دعاء أو ذكر أو صلوات على النبي صلى الله عليه وآله وان يقال في الدعاء اللهم سكن عليه سكرات الموت وتكرار التلقين بما مر والقراءة والدعاء ونحوهما حتى يموت وأن يكون الملقن محبوبا عنده وعند أهله غير كريه الصوت ولا رافعا لصوته فوق الوسط ولا مكررا للتلقين مع عروض الغشيان وأن يكون
(١٤٣)