طويل اغتسل لها مستقلا غسلا واحدا ولكل نافلة وضوء وفي غير الرواتب يجمع بين كل نافلتين بغسل ولا يبعد الاكتفاء في الورد بالغسل الواحد ولكل واحدة وضوء كل ذلك مع الاتيان بالاعمال الباقية لكل نافلة وحكم الكثيرة بالنسبة إلى الكثيرة تتبع صفتها حيثما ظهرت أو تبدلت إلى غيرها وعادت المبحث الثالث في حكم الاستحاضة المتوسطة وقد مر بيان معناها وهذه تعمل عمل الكثيرة بالنسبة إلى أول صلاة تعملها أو أول فعل يتوقف على الطهارة باخراج القطنة النجسة إن كانت ثم غسل الفرج ثم وضع القطنة الطاهرة ثم الوضوء ثم الغسل ثم الصلاة متعاقبة ثم إذا استمر الدم تجتزي فيما بعد تلك الصلاة من فرائض ونوافل بالوضوء وما تقدمه من الأعمال مساوية للكثيرة في الصلاة الأولى مفارقة لها في لزوم غسلين آخرين أحدهما قبل صلاة الظهر والاخر قبل صلاة المغرب ويساويها في باقي الأعمال ومع الانقطاع وتبدل الحال تتغير الأعمال وقد مر التفصيل فحسن الاكتفاء هنا بالاجمال المبحث الرابع في حكم الاستحاضة القليلة وقد مر بيان معناها وحكمها ان لا غسل فيها أصلا انما اللازم فيها لكل فريضة أو نافلة اخراج القطنة النجسة إن كانت وغسل الفرج ووضع الطاهرة مكانها والوضوء والصلاة متعاقبة غير مفصولة بفصل طويل وهي الأصل في باب الاستحاضة فلو شك في نوعها عمل عليها كما أن الوسطى أصلا للكثيرة والأحوط الاخذ باليقين ويتبع هذا الحكم صفة القلة حيث كانت ان عمت وان خصت فالظاهر أن هذه لا دخل لأعمالها في صحة الصوم وبطلانه وانما هي حدث أصغر كالبول ونحوه والأحوط المحافظة على الأعمال من جهة الصوم ويجب الاتيان بأعمالها لكل واجب يتوقف على الطهارة الصغرى ويشترط فيما هو شرط من غير الواجب أيضا وتفصيل الحال قد مر في بيان احكام الوضوء فراجعه والله ولي التوفيق القسم الثالث غسل الأموات ويلزم فيه البحث عن احكام الأموات وفيه مباحث الأول في المقدمات ويستدعى بيان أمور مطلوبة وافعال مندوبة منها الشكر على العافية وطلبها ومعرفة قدرها فعن النبي صلى الله عليه وآله ان خير ما يسئل الله العبد العافية وعنه العافية إذا وجدت نسيت وإذا فقدت ذكرت وعن الصادق (ع) خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل عيشه في نكد ناقص العقل مشغول القلب صحة البدن والامن والسعة في الرزق والأنيس الموافق وهو الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط الصالح وتجمع هذه الخصال الدعة وفسرت بالسكون و الراحة ومنها الشكر على المرض ومعرفة فوائده فعنهم (ع) الحمى طهور من رب غفور وان المرض ينقي المسلمين من الذنوب كما يذهب الكر خبث الحديد وحمى ليلة كفارة سنة وان حمى ليلة كفارة لما قبلها وما بعدها وان صداع ليلة يحط كل خطيئة الا الكبائر وان المرض لا يدع على العبد ذنبا الا حطه وان الله تعالى إذا الطف بالعبد اتحفه بواحدة من ثلث إما صداع واما حمى واما رمد وانه لا يكره الانسان أربعة لأنها لأربعة الزكام أمان من الجذام والدماميل أمان من البرص والرمد أمان من العمى والسعال أمان من الفالج وان من لقى الله مكفوف البصر محتسبا مواليا لآل محمد لقى الله ولا حساب عليه وانه لا يسلب الله من عبد بميته أو إحديهما ثم يسئله عن ذنب وان الخدشة والعشرة وانقطاع الشسع واختلاج الأعضاء وأشباهها يمحص بها ولى آل محمد صلى الله عليه وآله من الذنوب وان العبد إذا كثر ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ابتلاه الله بالحزن بالدنيا ليكفرها به والا أسقم بدنه ليكفرها به (ظاهرا) والا شدد عليه عند موته ليكفرها به والا عذبه في قبره ليلقى الله وليس عليه ذنب وان زكاة الأبدان المرض وانه لا خير في بدن لا يمرض وان الله اوحى إلى داود على نبينا وعليه السلام اني ربما أمرضت العبد فقبلت صلاته وخدمته ولصوته إذا دعاني في كربته أحب من صلاة المصلين إلى غير ذلك ومنها حسن الظن بالله فعن النبي صلى الله عليه وآله ان حسن الظن بالله ثمن الجنة وعن الصادق (ع) انه دخل على مريض فأمره بحسن الظن بالله ومنها الاستعداد للموت في صحته ومرضه فقد روى عنهم (ع) أكثروا من ذكر هادم اللذات وان من عد غدا من اجله فقد أساء صحبة الموت وان الناس مأمورون باغتنام خمس قبل خمس الشباب قبل الهرم والصحة قبل السقم والغنى قبل الفقر والفراغ قبل الشغل والحياة قبل الموت وانه ينبغي للناس ان يموتوا (قبل ان يموتوا) وهذه العبارة من جوامع الكلم وكلما لاحظت شيئا من المحاسن وجدته مشمولا لها ويدخل تحت الاستعداد أمور أولها ان يجعل المعاد وما فيه من الملاذ والآلام نصب عينيه ليحتقر ملاذ الدنيا وآلامها فذكر الحور يزهد في النساء والولدان يزهد في الغلمان والقصور تزهد في هذه الدور وهكذا كما أن ذكر الحساب والعذاب يزهد في مصائب الدنيا ثانيها ان يحاسب نفسه في كل ساعة لأنه لا يرجو البقاء إلى الساعة الثانية فيشتغل في قضاء ما عليه من الواجبات الإلهية أو الحقوق التي للمخلوق فيرد المظالم إلى أهلها ويفي ديونه ويصلح شؤونه عمل من يستعد للرحيل إلى لقاء الملك الجليل ثالثها ان يكون عمله عمل مودع فيرى صلاته التي هو فيها وصيامه الذي هو فيه اخر صلاة وصيام وزياراته لسادات زمانه أو لاخوانه ووداعهم اخر زيارة ووداع فقد نقل ان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا إذا التقوا بنوا على أنه اخر لقاء رابعها (ان يحكم) وصيته في صحته فضلا عن مرضه وينصب وصي على الأطفال وناظر كذلك مع الاحتياج إليه إن كان أبا لهم أو جدا للأب من طرف الأب و ان يوصى كل من له تركه أوله من يؤدى عنه حال الصحة فضلا عن المرض كائنا من كان بما عليه من واجبات مالية من ديون و
(١٤١)