قبل الدفن وبعده واجرها عظيم روى أن من عزى مصابا كان له مثل اجره وروى أيضا من عزى أخاه المؤمن كسى حلة وروى أن من عزى حزنا ألبسه الله من لباس التقوى وصلى على روحه في الأرواح وروى أن من مسح على رأس يتيم كتب الله له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة ومن سكت يتيما من البكاء أوجب الله له الجنة قال النبي صلى الله عليه وآله التعزية تورث الجنة ويستحب أن يقول جبر الله وهنكم وأحسن عزائكم ورحم متوفيكم ويكفى في تحققها مجرد الحضور عنده لادخال السرور عليه والفضل ان يحضر إلى ثلاثة أيام وفوق ذلك أن يظهر لهم شفقته وانه مصاب بما أصابهم ويجوز المبالغة في ذلك ولو كانت كذبا ويستحب للجيران اطعام أهل المصيبة ثلاثة أيام و يتمشى في الأصدقاء وغيرهم بل جميع الاخوان وينبغي ان يتلى عليه ما يبعث على تسليته وأقواه ذم الدنيا وذكر معايبها مفصلة و بيان قرب السفر وسرعة الوصول إلى الراحلين وان ما ذهب من الأقارب والاحباء أكثر من الباقين وهم لنا منتظرون وعن قريب نحن بهم لاحقون ثم ذكر ما جرى على الأنبياء والأوصياء خصوصا ما جرى على سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه في كربلاء وما جرى على العلماء والملوك والامراء وسائر من طحنهم البلاء وعن النبي صلى الله عليه وآله من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته في فإنها من أعظم المصاب ثم يذكر بعض من صبر ممن لا يرجى منه ذلك كان ينقل قضية اعرابي كان عنده ضيف ومات له ولدان تساقطا في بئر حين حمل الطعام إلى الضيف فأتم الضيافة ولم يعلم الضيف حتى سار عن محله فوجد النعشين في الطريق ولم يتغير بشرة أبيهما ولا سمع صوت أمهما أو أحد أرحامهما ووقع مثله في زماننا لبعض العلماء الأواخر الساكنين في ارض الجوازر أو يذكر قضية بدوي شيخ كبير السن له ولزوجته ولد واحد فمرض الولد وكلما دخل أبوه على امه فسألها عن حاله حمدت الله تعالى وقالت هو في أحسن حال حتى قبض فوضعت عليه ثوبا حتى جاء أبوه وسئلها عن حاله فحمدت الله تعالى وقالت هو على أحسن حال على نحو ما كانت تقول ثم أخرجت طيبا فتطيبت ولاعبته حتى دنى منها دنو الرجل من المرأة فقالت له يا أبا فلان انك تخون الودائع فقال معاذ الله تعالى فقالت إن ابنك فلانا وديعة الله عندك وقد استردها فقضى حزنهما وقد وقع مثله لبعض النساء في أيامنا هذه أو يذكر ان بدويا أخبر بقتل ولده أو بموته وهو يقص على القوم ويحدثهم عن بعض أحاديث السلف فامر بتجهيزه ولم ينقطع كلامه إلى غير ذلك ثم يتلو ما ورد من الآيات الدالة على ما أعد الله للصابرين من الأجر والثواب وان الله تعالى صلى على من أصيب بمصيبة فصبر وقال انا لله وانا إليه راجعون ثم يذكر بعض الروايات المتعلقة بهذا الباب منها ما روى عن الصادق (ع) انه رأى رجلا اشتد جزعه على ولده فقال يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى وعنه (ع) انه عزى رجلا بولده فقال له الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك منه فلما بلغه جزعه عليه عاد إليه فقال له قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله فمالك به أسوة الخبر وعنه (ع) انه عزى رجلا فقال له لو أن الله قال لك هل ترضى بما ارضى به ما كنت قائلا فقال ارضى برضاء الله فقال فهذا رضاء الله ومنها ان يتلوا عليه ما روى فيما أعد الله للمصاب من الأجر والثواب كما روى عن الصادق (ع) ان من أصيب بمصيبة صبر عليها أو لم يصبر كان ثوابه من الله الجنة وعن الباقر (ع) من صبر على مصيبة زاده الله عزا إلى عزه وادخله جنة مع محمد صلوات الله عليه وعليهم وعنه (ع) من بلى من شيعتنا ببلاء فصبر كتب الله له مثل اجر الف شهيد وعن علي (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله ان الله يقول من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ ربا سوائي وقال من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على الله ومن أصبح يشكر مصيبة نزلت به فإنما يشتكى من الله وقال فيما اوحى الله عز وجل إلى عزير إذا نزلت بك مصيبة فلا تشتكيني إلى خلقي كما لا أشكوك إلى ملائكتي عند صعود مساويك وفضايحك ومنها ما ورد من الاجر في مصاب الأولاد فعن الصادق (ع) ولد واحد يقدم الرجل أفضل من سبعين ولدا يقومون بعده يدركون القائم وعنه (ع) ولد واحد يقدم الرجل أفضل من سبعين ولدا يخلفونه من بعده كلهم قد ركب الخيل وقاتل في سبيل الله وعنه (ع) ثواب المؤمن من ولده الجنة صبر أو لم يصبر وعن النبي صلى الله عليه وآله من أثكل ثلثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة وعنه صلى الله عليه وآله ان للجنة ثمانية أبواب فلا يأتي من مات منه ولد بابا منها الا وجد ابنه عندها يشفع له وعنه صلى الله عليه وآله من دفن ثلثة فصبر واحتسب وجبت له الجنة وكذا من دفن اثنين وكذا من دفن واحدا وعنه صلى الله عليه وآله أن الله يأمر بأطفال المؤمنين إلى الجنة فيقولون لا ندخل إلا وآباؤنا معنا فيأمر الله جبرائيل يخرج آباؤهم من بين المحشر فيدخلهم معهم الجنة وروى أن السقط يقف وقفة الغضبان على باب الجنة فيقول لا ادخل حتى يدخل أبواي فيدخلهما الله الجنة وأمثال ذلك مما لا يحصى وقد ورد في الأخبار الكثيرة ان البكاء على الميت لا يستلزم الجزع المنهى عنه وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال لما دمعت عيناه على ابنه إبراهيم تدمع العين ويوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وروى أن النبي صلى الله عليه وآله بكى على إبراهيم ولده وعلى بعض أصحابه وقال صلى الله عليه وآله ما كان من حزن في القلب أو في العين فإنما هو رحمة وما كان من حزن باللسان أو باليد فإنما هو من الشيطان وعن الصادق (ع) ان إبراهيم (ع) خليل الرحمن على نبينا واله وعليه السلام سئل الله سبحانه ابنة تبكيه بعد موته إلى غير ذلك من الاخبار والله ولى التوفيق القسم الرابع غسل مس الأموات ويتحقق بمس بدن انسان ميت بارد بعد الموت مما حلته الحياة ولم يسبق بتغسيل ولا بحكمه أو مس بعض منه متصل به حلته الحياة أو لا عدى الشعر بما حلته الحياة أو لا عدى الشعر كما ينبئ عنه حكمه في غسل الجنابة مع
(١٥٨)