المقام ثم لنختم الكلام بحديثين اولهما عن الصادق والثاني عن الكاظم عليهما السلام الحديث الأول ما روى بطريقين عن الصباح المزني وسدير الصيرفي ومؤمن الطاق وعمر بن أذينة عن الصادق عليه السلام في حديث طويل ان الله عرج بنبيه صلى الله عليه وآله فاذن جبرئيل عليه السلام فقال الله أكبر الله أكبر اشهد ان لا إله إلا الله (اشهد ان لا إله إلا الله صح) اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح حي على خير العمل حي على خير العمل قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ثم إن الله عز وجل قال يا محمد استقبل الحجر الأسود وهو بحيالي وكبرني بعدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لان الحجب سبعة وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة والحجب مطابقه ثلثا والنور الذي نزل على محمد ثلث مرات ثلث مرات فلذلك كان الافتتاح ثلث مرات فلأجل ذلك كان التكبير سبعا والافتتاح (ثلثا فلما فرغ من التكبير والافتتاح صح) قال الله تعالى الان وصلت إلي فسم باسمي فقال بسم الله الرحمن الرحيم فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ثم قال احمدني فقال الحمد لله رب العالمين فقال النبي صلى الله عليه وآله في نفسه شكرا فقال الله يا محمد قطعت حمدي فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين فلما بلغ ولا الضالين قال النبي صلى الله عليه وآله الحمد لله رب العالمين شكرا فقال الله العزيز الجبار قطعت ذكري فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد في استقبال السورة الأخرى فقال له اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت فإنها نسبتي ونعمتي ثم طأطأ يديك واجعلهما على ركبتيك فانظر إلى عرشي قال رسول الله صلى الله عليه وآله فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي فغشى علي فألهمت ان قلت سبحان ربي العظيم وبحمده لعظم ما رأيت فلما قلت ذلك تجلي الغشا عنى حتى قلتها سبعا الهم ذلك فرجعت إلى نفسي كما كانت فمن أجل ذلك صار في الركوع سبحان ربي العظيم و بحمده فقال ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى شئ ذهب منه عقلي فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي فألهمت ان قلت سبحان ربي الأعلى وبحمده لعلو ما رأيت فقلتها سبعا فرجعت إلى نفسي كلما قلت واحدة منها تجلي عني الغشي فقعدت فصار السجود فيه سبحان ربي الأعلى وبحمده وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الغشي وعلو ما رأيت فألهمني ربي عز وجل وطالبتني نفسي ان ارفع رأسي فرفعت فنظرت إلى ذلك العلو فغشى على فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت سبحان ربي الأعلى وبحمده فقلتها سبعا ثم رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لاثنى النظر في العلو فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة ثم قمت فقال يا محمد اقرأ الحمد فقراتها مثل ما قرأتها أولا ثم قال لي اقرأ انا أنزلناه فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيمة ثم ركعت فقلت في الركوع والسجود مثل ما قلت أولا وذهبت ان أقوم فقال يا محمد أذكر ما أنعمت عليك وسم باسمي فألهمني الله ان قلت بسم الله وبالله لا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلها لله فقال لي يا محمد سلم (صل عليك وعلى أهل بيتك فقلت صلى الله علي وعلى أهل بيتي وقد فعل ثم التفت؟ بصفوف من الملائكة والنبيين والمرسلين فقال لي يا محمد صح) فقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال يا محمد اني انا السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك ثم امرني ربي العزيز الجبار الا التفت يسارا وأول سورة سمعتها بعد قل هو الله أحد انا أنزلناه في ليلة القدر ومن أجل ذلك كان السلام مرة واحدة تجاه القبلة ومن أجل ذلك صار التسبيح في الركوع والسجود شكرا وقوله سمع الله لمن حمده لان النبي صلى الله عليه وآله قال سمعت ضجة الملائكة فقلت سمع الله لمن حمده بالتسبيح والتهليل فمن أجل ذلك جعلت الركعتان الأوليان كلما حدث فيهما حدث كان على صاحبهما اعادتهما وهي الفرض الأول و هي أول ما فرضت عند الزوال يعنى صلاة الظهر وروى عنه عليه السلام إضافة انه اوحى الله إليه اركع لربك يا محمد فركع فأوحي الله إليه قل سبحان ربى العظيم فقالها ثلثا ثم اوحى إليه ان ارفع رأسك يا محمد ففعل فقام منتصبا فأوحى الله إليه ان اسجد لربك يا محمد صلى الله عليه وآله فخر رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا فأوحى إليه قل سبحان ربي الأعلى ففعل ذلك ثلثا الحديث الثاني روى عن إسحاق بن عمار أنه قال سألت أبا الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام كيف صارت الصلاة ركعة وسجدتين وكيف إذا صارت سجدتين لا تكون ركعتين فقال عليه السلام إذا سئلت عن شئ ففرغ قلبك لتفهم ان أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله انما صلاها في بين يدي الله تبارك وتعالى قدام عرشه جل جلاله وذلك أنه لما اسرى به قال يا محمد أدن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها في وصل لربك فتوضأ وأسبغ وضوءه ثم استقبل عرش الجبار قائما فأمره بافتتاح الصلاة ففعل فقال يا محمد اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى اخرها ففعل ذلك ثم امره ان يقرء نسبة ربه بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد ففعل ثم أمسك عنه القول فقال كذلك الله كذلك الله كذلك الله فلما قال ذلك قال اركع يا محمد لربك فركع فقال له وهو راكع قل سبحان ربي العظيم وبحمده ففعل ذلك ثلثا ثم قال له ارفع رأسك يا محمد ففعل فقام منتصبا بين يدي الله فقال (له اسجد يا محمد لربك فخر رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا فقال صح) قل سبحان ربي الأعلى وبحمده ففعل ذلك ثلثا فقال له استو جالسا يا محمد صلى الله عليه وآله ففعل فلما استوى جالسا ذكر جلالة ربه فخر لله ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر امره ربه عز وجل فسبح أيضا فقال ارفع رأسك ثبتك الله واشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور اللهم صل على محمد وال محمد (وارحم محمدا وال محمد صح) كما صليت وباركت وترحمت ومننت على إبراهيم وال إبراهيم انك حميد مجيد اللهم تقبل شفاعته في أمته وارفع درجته ففعل فقال له يا محمد واستقبل ربك تبارك وتعالى مطرقا فقال السلام عليك فاجابه الجبار جل جلاله وقال وعليك السلام يا محمد قال أبو الحسن عليه السلام انما كانت الصلاة التي أمر بها ركعتين وسجدتين وهو انما سجد سجدتين في كل ركعة كما أخبرتك من تذكره لعظمة ربه فجعله الله تبارك وتعالى فرضا الحديث
(٢٩٧)