محمد بن الحسن القائم بالحق المهدى صاحب الزمان يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا باخبار النبي صلى الله عليه وآله بذلك الذي رواها في كتبهم ولم ينكروها ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شهر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وامه ريحانه ويقال لها نرجس ويقال لها صقيل وسوسن وقيل مريم بنت زيد العلوية وغيبته الصغرى أربع وسبعون سنة وكان وكلائه على شيعته وسفرائه بينهم وبينه الذين ترد عليهم التوقيعات من جانبه أربعة عثمان ابن السعيد السمان وابنه محمد بن عثمان والحسين ابن روح النوبختي وعلي بن محمد السيمري ومن الوكلاء ببغداد حفص بن عمر المدعو بالجمال عمر بن سعيد العمري وابنه وحاجز ويقال له الوشا والبلالي وهو محمد بن علي بن بلال والعطار وهو محمد بن يحيى ومحمد بن أحمد بن جعفر ومن وكلائه من أهل الكوفة العاصمي ومن الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ومن قم احمد ابن إسحاق ومن أهل همدان محمد بن صالح ومن الري البسامي ومحمد بن أبي عبد الله الأسدي ومن أهل أذربايجان القاسم بن العلا ومن نيشابور محمد بن شاذان وغيرهم جمع كثير وهو المتيقن ظهوره وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وآله كان يمر بباب فاطمة الزهراء ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول الصلاة يا أهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وفي صحيح البخاري من مسند أبي السرداء قالت أم الدرداء دخل على أبو الدرداء وهو مغضب فقلت له ما أغضبك فقال والله ما اعرف من أمة محمد شيئا الا انهم يصلون جميعا وروى البغوي في كتاب المصابيح في حديث طويل في صفة الحوض قال قال رسول الله انا فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب منه لم يظمأ ابدا وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم فأقول انهم أمتي فيقال انك ما تدري ما أحدثوا بعدك فأقول لهم سحقا لمن غير بعدي وقد رووا في صحاحهم من شكوى النبي صلى الله عليه وآله منهم ومن مخالفتهم له أشياء كثيرة لو عددناها لطال الكلام وكفاك أبين شاهد ان تجردت عن العصبية النظر في بعض المناقب التي لأمير المؤمنين والمثالب التي لأعدائه لعنهم الله واما القسم الأول وهي المناقب فلا تحصى كثيرة روى احطب (اخطب) خوارزم من الجمهور باسناده إلى ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما احصوا فضائل علي عليه السلام وروى اخطب خوارزم أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إن الله تبارك وتعالى جعل لاخي علي بن أبي طالب فضايل لا تحصى كثيرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقى لتلك الكتابة رسم ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتاب فيه فضيلة من فضائل علي عليه السلام غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ثم قال النظر إلى علي عليه السلام عبادة وذكره عبادة ولا يقبل الله ايمان عبد الا بولايته والبرائة من أعدائه وروى اخطب خوارزم من علماء الجمهور عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لما خلق الله ادم عليه السلام ونفخ فيه روحه عطس فقال الحمد لله فأوحى الله تعالى عبدي حمدني فوعزتي وجلالي لولا عبدان أريد ان أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك فقال إلهي فيكونان مني قال نعم يا ادم ارفع رأسك وانظر فرفع رأسه وإذا مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة من عرف حق علي زكى وطاب ومن أنكر حقه لعن وخاب أقسمت بعزتي وجلالي ان ادخل الجنة من اطاعه وان عصاني وأقسمت بعزتي وجلالي ان ادخل النار من عصاه وان أطاعني وكان السر ان من اطاعه تمت عقائده ولا يلزم ذلك فيمن أطاع الله وذكر البغوي في الصحاح عن أبي الحمراء قال قال النبي من أراد ان ينظر إلى ادم عليه السلام في علمه والى نوح في فهمه والى يحيى في زهده والى موسى في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب وروى البيهقي باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من أراد ان ينظر إلى ادم عليه السلام في علمه والى نوح عليه السلام في تقواه والى إبراهيم عليه السلام في حلمه والى موسى في هيبته والى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي ابن أبي طالب وروى الترمذي في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال انا مدينة العلم وعلي بابها وذكر البغوي في الصحاح عنه صلى الله عليه وآله أنه قال انا دار الحكمة وعلي بابها وروى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال أقضاكم علي عليه السلام وإذا أردت بيان فضائله على التفصيل وحصر عددها فقد طلبت محالا كما اذنبته الرواية السابقة لكن نشير إلى بعض منها وما أحسن قول الشافعي في هذا الباب حيث قيل له صف لنا عليا عليه السلام فقال ما أقول في رجل أخفت أعدائه مناقبه حسدا وأوليائه خوفا وظهر من بين ذين وذين ما به ملؤ الخافقين ولقد أجاد ابن أبي الحديد المعتزلي قال ما أقول في رجل أقر له أعداؤه بالفضل ولم يمكنهم جحود مناقبه ولا كتمان فضائله وقد علمت أنه استولى بنوا أمية على سلطان الاسلام في شرق الأرض وغربها واجتهدوا بكل حيلة ان يطفئوا نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ولعنوه على جميع المنابر وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم و منعوا رواية حديث تتضمن له فضيلة أو ترفع له ذكرا حتى منعوا ان يسمى أحد باسمه فما زاده ذلك الا رفعة وسموا كالمسك كلما ستر انتشر عرفه وكلما كتم تصوغ نشره وكالشمس لا تستر بالبراح وكضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة أدركه عيون كثيرة أخرى وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة وتنتمي إليه كل فرقة وتجاد به (وتجادل به) كل طائفة فهو رأس الفضائل وينبوعها وأبو غدرها وسابق مضمارها ومجلى حليتها كل من بزع (بزغ) فيها فمنه اخذ وله اقتفى وعلى شاله احتذى وانتهى وان أردت تفصيل بعض فضائله فاولها الاخبار بالمغيبات وهو القائل سلوني قبل ان تفقدوني فوالله لا تسئلوني عن فئة تضل باية وتهتدي باية الا نبأتكم بناعقها وسائقها وقائدها إلى يوم القيمة فقام إليه رجل فقال اخبرني كم على رأسي من طاقة شعر فقال له لولا أن الذي سئلت عنه يعسر برهانه لأخبرتك وان في بيتك سخلا يقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ابنه صغيرا وهو الذي تولى قتل الحسين عليه السلام وأخبر بقتل ذي الثدية من الخوارج وعدم عبورهم النهروان لما أخبر
(١٣)