في علي عليه السلام ثم إنهم روى أن الكلمات التي نجي بها ادم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام وروى الثعلبي بأربع طرق في تفسير قوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وانها لما نزلت اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام وقال من كنت مولاه فعلي مولاه وروى أحمد بن حنبل في مسنده بستة عشر طريقا ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين ورواه المغازلي بست طرق ثم قال رواه عن النبي صلى الله عليه وآله نحو مائة رجل وتأويل المتوغلين في بعضه والانحراف منه لهذا الحديث كتغطية وجه النهار وخبر يوم الغدير الذي نقلوه في صحاحهم وغيرها بطريق لا حصر لها حتى صنفوا فيه الكتب والرسايل وفيه ان النبي صلى الله عليه وآله قال في حق علي من كنت مولاه فهذا علي عليه السلام مولاه والمراد ولاية التصرف والامر والنهي لأنه الظاهر أو لأنه لا يرضى العاقل ان النبي صلى الله عليه وآله يأمر بنصب الرحال في وقت الحر الشديد ثم يقوم ويجمع الناس ويخطبهم في ذلك الوقت لا لنصب خلافة ولا امارة سرية ولا افتاء ولا قضاء ولا امامة جماعة ولا تولية بيت مال ولا حكومة قرية ولا امارة حاج ولا غير ذلك إذ كان خاليا من الجميع في أيامهم بل لمجرد بيان ان من كنت صاحبه فعلي عليه السلام صاحبه ثم ما معنى تهنية القوم له إذ رووا أهل التفاسير في السابقون السابقون انها نزلت في علي وروى أحمد بن حنبل في مسنده في قوله تعالى والذين امنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون انها نزلت في علي والصديقون ثلثة حبيب بن موسى النجار وهو مؤمن آل يس وحزقيل وهو مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم رواه أحمد ابن حنبل في مسنده بثلث طرق ورواه الثعلبي في تفسيره بطريقين وقوله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به ورووا في تفاسيرهم عن مجاهد عن النبي أنه قال هو علي بن أبي طالب عليه السلام وقوله وكونوا مع الصادقين ورواه الثعلبي وغيره من المفسرين انها نزلت في علي عليه السلام وقوله تعالى ومن عنده علم الكتاب روى الثعلبي في تفسيره بطريقين انه علي بن أبي طالب وكذا أية المناجاة وآية المباهلة وصالح المؤمنين وقوله تعالى قوم يحبهم ويحبونه وقوله اخوانا على سرر متقابلين إلى غير ذلك واما الاخبار فلا حصر لها وانما نذكر منها شطرا صالحا منها ما دل على أنه أولي بالخلافة لما في مسند ابن حنبل انه لما نزلت أية وانذر عشيرتك الأقربين جمع النبي صلى الله عليه وآله أهل بيته فأكلوا وشربوا ثم قال لهم من يضمن عني ديني وينجز مواعيدي ويكون خليفتي ويكون معي في الجنة فقال علي عليه السلام انا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أنت ورواه الثعلبي وفيه أنه قال ذلك ثلاث مرات فلم يجب أحد سوى علي عليه السلام وفي المسند عن سلمان رضي الله عنه أنه قال له يا رسول الله صلى الله عليه وآله من وصيك فقال يا سلمان من كان وصى اخى موسى عليه السلام فقال يوشع قال فان وصيي ووارثي الذي يقضي ديني وينجز مواعيدي علي بن أبي طالب عليه السلام وفي كتاب المناقب لأحمد بن مردويه وهو حجة عند المذاهب الأربعة باسناده إلى أبي ذر قال دخلنا على النبي صلى الله عليه وآله فقلنا من أحب أصحابك إليك فإذا كان أمر كنا معه فقال هذا علي عليه السلام أقدمكم سلما واسلاما وفي كتاب ابن المغازلي الشافعي باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لكل نبي وصى ووارث وان وصيي ووارثي علي بن أبي طالب وبعد ان ذهبوا إلى أنه لا مال للنبي موروث فالمراد بالإرث إرث العلم والولاية وليس له شريك في ذلك كما يفيده قوله صلى الله عليه وآله ان لكل نبي وصي ووارث وكفاك قول سلمان إذا كان أمر كنا معه يعطى انه منفرد بهذه الخاصة وفي صحيح ابن حنبل من عدة طرق وصحيحي البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وآله لما خرج إلى تبوك استخلف عليا عليه السلام على المدينة وعلى أهله فقال علي ما كنت أؤثر ان تخرج في وجه الا وانا معك فقال إما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي وعموم المنزلة يقتضى المساواة ولا ريب هارون لو بقى بعد موسى لم يتقدم عليه أحد وفي مسند ابن حنبل والصحاح الست عن النبي من عدة طرق علي مني وانا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي لا يؤدي عني الا انا أو علي وفي قوله صلى الله عليه وآله ولى كل مؤمن بعدي ولا يؤدي عني الا انا أو علي عليه السلام أبين دلالة على أنه أولي بالناس من كل أحد وانه لا أحد له أهلية التبليغ غيره ومنها ما دل على جلالة قدره وعلو شانه بحيث لا يرضى العقل بتقدم أحد عليه كما رواه ابن حنبل في مسنده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال كنت انا وعلي نورا بين يدي الله قبل ان يخلق ادم بأربعة عشر الف سنة فلما خلق ادم قسم ذلك النور جزئين فجزء انا وجزء علي وفي رواية ابن المغازلي الشافعي فلما خلق الله ادم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شئ واحد حتى إذا افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الخلافة وفي خبر اخر رواه ابن المعاذلي عن جابر تتمة فاخرجني نبيا واخرج عليا وصيا وهذا الخبر بهذين الطريقين حاله حال الأخبار المتقدمة في الدلالة على المطلوب وروى الجمهور عنه صلى الله عليه وآله انه لما نزل علي عليه السلام إلى براز بن عبد ود قال صلى الله عليه وآله أبرز الايمان كله للكفر كله وفي مسند بن حنبل عنه صلى الله عليه وآله انه آخى بين الناس كلهم وبقى علي عليه السلام فقال علي عليه السلام آخيت بين أصحابك وتركتني فقال إنما تركتك لنفسي فأنت أخي وانا أخوك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت أخي ووارثي وفي الجمع بين الصحاح الست مكتوبا على باب الجنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي مقيم الجنة قبل ان تخلق السماوات بألفي عام وروى ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام ان الأمة ستغدر بك بعدي وروى الحافظ ابن مردويه من أكابرهم باسناده إلى ابن عباس ان رسول الله بكى حتى علاء بكائه فقال له علي عليه السلام ما يبكيك يا رسول الله فقال ضغاين في صدور القوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني وفيه من الدلالة كما في السوابق وفي مسند ابن حنبل ان النبي صلى الله عليه وآله قال إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر انا يا رسول الله فقال لا ولكنه خاصف النعل وكان علي يخصف نعل رسول الله في حجرة فاطمة وفي الجمع بين الصحاح الست يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم من أمتي رجلا امتحن الله قلبه للايمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر قال لاقيل عمر قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة وفي مسندين
(١٠)