وتوسل واستغاثة واستجارة واقرار بالذنوب واعتراف وتوبة وندامة وسلام وأمان بختام إلى غير ذلك المبحث الثاني في اسرار الشروط والسر في اعتبارها كون الصلاة أفضل الأعمال فيعتبر فيها ما هو الأفضل منها لتكون على أفضل الأحوال من طهارة ذات وبدن أو الأولى فقط فلزم الاسلام للأولى والايمان للثانية وفي طهارة الظاهر إشارة إلى لزوم طهارة الباطن من نجاسة الذنوب وفي ستر العورة ستر العورات الحقيقية وطهارة من خبث في ثوب أو بدن أو مكان سجود وطهارة حدث أصغر قد حدث منه خبث معنوي صغير يرتفع بتنظيف آلات الخدمة من اليدين والرجلين أو ما يواجه به المولى أو ما يطأطأه له خضوعا وهو السر فيه أو خطيئة ادم عليه السلام أو أكبر قد قضى بخبث مستول على تمام البدن ومن حصول كمال يجمع عقل وبلوغ أو تمييز ومن ستر عورة هي تمام البدن أو بعضه بثياب هي أفضل الثياب نوعا خالية من نقص في دين بتحريم ورفعة في الدنيا بلبس حرير أو ذهب أو خبث في حيوان قد اخذ منه غير مأكول اللحم ومن مكان مباح مستقر به لا يشغله حركته عن الاقبال وحسن الأدب غالبا ومن استقرار في جميع أفعالها مما لا يؤخذ نية خلافه فيه كالهوى ومن استقبال إلى أفضل جهة ومن وقت هو أفضل الأوقات ومن نية هي أفضل النيات يقصد بها الامتثال لأمر جبار السماوات (المبحث) الثالث في المنافيات والسر في لزوم تركها بعثها على تغيير هيئتها كالإطالة فعلا أو قولا أو سكوتا مخرجة عن الهيئة أو الاخلال ببعض شروطها كقرائة العزائم وما يقتضى خروج الوقت في الفرائض أو الإقضاء إلى قلة الاكتراث بها كالاكل والشرب والقهقهة والبكاء لأمور الدنيا وكلام الآدميين وفي طهارة الثياب والبدن إشارة إلى لزوم الطهارة من الذنوب إذ هي النجاسات الحقيقية وفي ستر العورة إشارة إلى ستر العيوب وهي عورات حقيقية المبحث الرابع في مقدماتها والسر فيها ما اشتملت عليه من الحكم والاسرار التي تقصر عن ادراكها دقائق الأفكار أولها الاذان فإنك إذا دققت نظرك فيه وتأملت في مبانيه ومعانيه أغناك ما اهتديت إليه بالنظر عن الاحتياج إلى الاحتجاج بمعاجز اخر في اثبات نبوة نبينا سيد البشر فإنه وضع للاعلام وبيان الامر بها من الملك العلام ولإقامة البرهان على وجوب حضورها على المكلفين من نوع الانسان فأثبت بصفة الأكبرية انه أهل للمعبودية ثم ذلك لا ينفي وجود المعبود سواه فجاء بكلمة التوحيد قائلا اشهد ان لا إله إلا الله ثم ذلك لا يفيد حتى يعلم أن الامر جاء بها من عند الله تعالى فاتى باثبات رسالة الامر بها وقال اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم بعد إقامة البرهان عليها أمر بالاتيان إليها ثم لما كان ميل النفوس موقوفا على حصول ثمرة من فعلها ابان كونها فلاحا ثم ذلك كله لا يفيد تخصيصها بالاقبال عليها لكثرة العبادات فبين انها خير الأعمال وكرر التكبير أربعا لأنه مبتدأ الاعلام ولان الأولى لتنبيه الغافل والثانية للناسي والثالثة للجاهل والرابعة للمتشاغل وثنى الشهادة على وفق الشهادة وكرر مرتين مرتين لإرادة التأكيد ولا يحسن الزيادة على ذلك وكرر التكبير والتوحيد في اخره إعادة للبرهان وتحرزا عن النسيان وفي الخبر ان تكرار المرتين إشارة إلى أن مبدء وضع الصلاة على ركعتين ركعتين وحسن فيه الوقوف والتأني للامهال على أهل الأعمال ولعله هو السر في استحباب الفصل بينهما وبين الفصول وخص بالفرائض لان حكمة الاجتماع لا تجري في غيرها الا نادرا وباليومية لكون المطلوب دوامها أو لزيادة الاهتمام بشأنها فتركت فيها فصوله وأقيم قول الصلاة ثلثا مقامها أو لخوف الاشتباه مع الاشتراك ثانيها الإقامة والسر فيها انه لما كان المقصود أو لا الامر بالاتيان إلى الصلاة والتوجه إليها أقام البرهان على وجوب الحضور وحيث كان الغرض من الإقامة وجوب اقامتها والقيام فيها أعاد البرهان لاثبات ذلك وثنى على وفق الشهادة وللتأكيد على وفق العادة وقد يكون السر في الإعادة رعاية الحاضرين ممن لم يبلغهم التأذين وترك التهليلة الثانية للإشارة إلى زيادة الشوق إلى الدخول في الصلاة ولعل ذلك هو السر في استحباب الحدر وثالثها التكبيرات السبع والسر فيها انه لما كان الغرض الأصلي من فعل الصلاة كمال الخضوع والتذلل لله كرر ذكر العظمة لئلا يكون المصلي في غفلة فيذهل عما يوجب عليه الانكسار والذلة واتى بها سبعا ليشير إلى السماوات السبع والأرضين السبع والابحر السبع والشهب السبع وأبواب جهنم السبع فيكون برهانا على العظمة ولعله السبب في ذكر خلق السماوات والأرض في التوجه بعدها والأصل في التوجه انه لما قصرت الربوبية والعظمة والمعبودية عليه لم يبق وجه للتوجه الا إليه وسر وضع الدعوات بينها بعد امتلاء القلب من الهيبة والعظمة واشتمالها على التذلل والمسكنة غير خفي البحث الخامس في بيان السر في اجزائها وما دخل أو أشبه الداخل فيها وهي أمور أولها النية والسر فيها واضح لتوقف الاتصاف بالعبودية والطاعة والامتثال والانقياد والتسليم والائتمار والخوف والرجاء وسائر الخلال المطلوبة لرب العزة والجلال عليها ثانيها تكبيرة الاحرام والسر فيها بحسب ذاتها استحضار العظمة عند مبدء الدخول ليحصل تمام الخضوع والتذلل وبحصل الربط والالزام وتتأكد الرغبة في الاتيان بها ورفع اليدين فيها لتظهر العظمة إذا ارتفعت اليدان كما تظهر باللسان وعدم رفعهما فوق الرأس حذرا من تجاوز محل التذلل وهو الرأس وضم الأصابع فيها كسائر التكبيرات ووضعها حيال الركبتين لان العبد يتضام بين يدي مولاه ويضع يديه على ذلك النحو وتقارن التكبير بالرفع للانطباق بين العلة والمعلول ثالثها القيام والشرفية ان أول مراتب خضوع العبيد لمواليهم الوقوف بين أيديهم واعتداله واستقراره فيه من تمام العبودية ولأنه مقدمة لخضوع الركوع والسجود وابقاء اليدين ممدودتين من تمام
(٢٩٣)