غضبت عليه فاطمة الزهراء وحلفت أن لا تكلمه حتى تلقى أباها وتشكو إليه وهذا يدل على نهاية جهله بالأحكام على أنهما لم يكن عندهما مثقال ذرة من الاسلام وهل يجوز على الذين طهرهم الله بنص الكتاب ان يقدموا على غصب المسلمين أموالهم وان يدلهم أبو بكر على طريق الصواب فاعتبروا يا اولي الألباب مع أنه قد روى مسلم في صحيحه بطريقين ان النبي صلى الله عليه وآله قال فاطمة الزهراء بضعة مني يؤذيني من اذاها وروى البخاري في صحيحه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاطمة بضعة مني من أبغضها فقد أبغضني وكذلك روى هذين الحديثين في الجمع بين الصحيحين وروى في الجمع بين الصحاح الست ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاطمة بضعة مني وسيدة نساء العالمين ثم قال سيده نساء أهل الجنة وروى بطريق اخر أيضا انه صلى الله عليه وآله أنه قال الا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء أهل الجنة وروى بطريق اخر أيضا قال صلى الله عليه وآله لها الا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيده نساء هذه الأمة وكذلك رواه البخاري في صحيحه وكذلك رواه الثعلبي ومنه احراق بيت فاطمة الزهراء لما جلس فيه علي عليه السلام ومعه الحسنان وامتنع عليه السلام عن المبايعة نقله جماعة من أهل السنة منهم الطبري والواقدي وابن حزامة عن زيد ابن أسلم وابن عبد ربه وهو من أعيانهم وروى في كتاب المحاسن وغير ذلك واما ما صدر عن الثاني فمنه قول الزمخشري في ربيع الأبرار قد تمثل بهذه الأبيات عمر وهو سكران أيخبرنا ابن كبشة ان سنحيى * وكيف حياة اصدام وهام * إذا ما الرأس سائل منكبيه فقد شبع الأنيس من الطعام * ويقتلني إذا ما كنت حيا * ويحييني إذا دمت عظامي * الا من يبلغ الرحمن عني * باني تارك شهر الصيام * فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي ومنه مخالفته للنبي صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى في احضار الدوات والقرطاس ليكتب للمسلمين كتابا لن يضلوا بعده ابدا فقال دعوه فإنه يهجر ورواه الأكثر بلفظ ان الرجل وهذا لا يجوز ان يواجه مثل النبي الكريم ذو الخلق العظيم وقد روى ذلك مسلم في صحيحه ورواه غيره من أهل النقل وكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب نبينا صلى الله عليه وآله ومنه بيعة أبي بكر وخاصم عليها بغير دليل ومنه قصد بيت النبوة وذرية الرسول صلى الله عليه وآله بالاحراق ومنه أمر رجم الحامل ورجم مجنونة فنهاه علي عليه السلام فقال لولا علي عليه السلام لهلك عمر ومنه منع المغالاة في المهر فقالت له امرأة إما تقرأ القران قال الله تبارك وتعالى فان أتيتم إحديهن قنطار الخ الآية فقال كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في البيوت ومنه انه اعطى عايشة وحفصة في كل سنة عشرة آلاف درهم من بيت المال واخذ أيضا مأتي درهم فأنكر عليه الصحابة فقال اخذتها من جهة القرض ومنه انه تسور على قوم فوجدهم على منكر فقالوا له أخطأت من جهات التجسس وقد نهى الله عنه والدخول من غير الباب وقد نهى الله عنه والدخول من غير اذن وقد نهى الله عنه فدخله الخجل ومنه انه منع خمس أهل البيت وكان عليه ثمانون ألف درهم ومنه انه عطل حدود الله في المغيرة بن شعبة ولقن الشاهد الرابع فامتنع حتى كان عمر يقول إذا رآه قد خفت ان يرميني الله بحجارة من السماء وكان يتلون في احكامه لجهله حتى قضى في الحد سبعين قضية وروى مائة قضية وكان ينضل في العطاء والغنيمة ويقول في الظنون على إقامة الحدود ومنه أنه قال متعتان كانتا على عهد رسول الله وانا انهى عنهما وأعاقب عليهما وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من عدة طرق عن جابر وغيره كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله وأبى بكر حتى نهانا عنها عمر وقد روى في الجمع بين الصحيحين نحو ذلك من عدة طرق وروى أحمد بن حنبل في مستنده عن عمران بن حصين قال نزلت متعة النساء في كتاب الله وعملناها وفعلناها مع النبي صلى الله عليه وآله ولم ينزل قران بحرمتها ولم ينه عنها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وروى الترمذي في صحيحه قال سئل ابن عمر عن متعة النساء فقال هي حلال فقيل له ان أباك قد نهى عنها وقال دعوا نكاح هذه النساء فاني لن أوتي برجل نكح امرأة إلى أجل الا رجمته بالحجارة فقال سبحان الله إن كان أبي قد حرمها فقد سنها رسول الله (أفترك) فترك سنة رسول الله (واتبع) وتبع قول أبي ومنه قضية الشورى ونصه على ذم الستة وجعل الامر إلى ستة ثم إلى أربعة ثم إلى واحد وفيها من الامر المخترع المبتدع ما الله أعلم به ومنه صلاة التراويح جماعة وقد أجمع على انها بدعة حتى هو فإنه قال بدعة ونعم البدعة وقد قال رسول الله كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلى النار إلى غير ذلك واما ما صدر من الثالث فقد يولى شراب الخمور كالوليد بن عتبه الذي دعى فاسقا بقوله تعالى أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون الخ وبقوله تعالى ان جاءكم فاسق بنبأ وكتب إلى عدو الله عبد الله ابن أبي سرح بقتل محمد بن أبي بكر وكان ذلك سبب حصره وقتله ومنه رد مروان ابن الحكم بن أبي العاص طريد رسول الله إلى المدينة وكان عثمان قد كلم الأول والثاني في رده فلم يقبلاه وربراه ولما رده جاء علي وطلحة والزبير وأكابر الصحابة وخوفوه من الله فلم يسمع وانه كان يؤثرا هل بيته بالأموال حتى زوج أربعة أنفس من قريش ببناته ودفع إليهم أربع مائة ألف دينار من بيت مال المسلمين واعطى مروان ابن الحكم مائة ألف دينار وروى الواقدي ثلث مائة ألف دينار وهي صدقات وصناعة وروى الواقدي أيضا ان عثمان قسم أموالا بعثها إليه أبو موسى الأشعري من البصرة بين أهله وولده بالصحاف وعنه انه ضرب أبا ذر مع تقدمه في الاسلام وعلو شانه عند النبي صلى الله عليه وآله ونفاه إلى الربذة ومنه ضرب عبد الله ابن مسعود حتى كسر بعض اضلاعه فعهد ان لا يصلى عليه عثمان وقال عثمان لما عاده في مرض موته استغفر لي فقال عبد الله اسئل الله ان يأخذ لي حقي حق منك ومنه ضرب عمار بن ياسر حتى حدث به فتق بغير جرم منه الا انه ما نهاه عن بعض المناكر وكان عمار ابن ياسر من الموليين على قتله هو
(١٨)