الرسول) أي: صدق محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " (بما أنزل إليه من ربه) من الأحكام المذكورة في السورة، وغيرها (والمؤمنون كل) أي: كل واحد منهم (آمن بالله) أي: صدق بإثباته وصفاته، ونفي التشبيه عنه، وتنزيهه عما لا يليق به (وملائكته) أي:
وبملائكته، وبأنهم معصومون مطهرون (وكتبه) أي: وبأن القرآن، وجميع ما أنزل من الكتب حن وصدق (ورسله) وبجميع أنبيائه (لا نفرق بين أحد من رسله) أي:
ويقولون لا نفرق بين أحد من رسل الله في الإيمان، بأن نؤمن ببعض، ونكفر ببعض، كما فعله أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
(وقالوا سمعنا وأطعنا) معناه: سمعنا قولك، وأطعنا أمرك إذا جعلته راجعا إلى الله، أو سمعنا قوله وأطعنا أمره، إذا جعلته راجعا إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". وقيل: معناه سمعنا قول الله، وقول الرسول، سماع القائلين (1) المطيعين، وذلك خلاف ما أخبر الله تعالى عن الكفار، حيث قالوا: سمعنا وعصينا. (غفرانك ربنا) أي: يقولون:
يا ربنا اغفر لنا. وقيل: معناه يقولون: نسألك غفرانك (وإليك المصير) معناه:
إلى جزائك المصير. فجعل مصيرهم إلى جزائه مصيرا إليه، كقول إبراهيم: (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) ومعناه: إلى ثواب ربي، أو إلى ما أمرني به ربي. وهذا هو إقرار بالبعث والنشور.
(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين [286]).
اللغة: الوسع: ما دون الطاقة، ويسمى ذلك وسعا بمعنى أنه يسع الانسان، ولا يضيق عنه. وأخطأنا أي: كسبنا خطيئة. وقال أبو عبيدة: أخطأ وخطئ لغتان.
والفرق بين أخطأ وخطئ أن أخطأ قد يكون على وجه الإثم وغير الإثم. فأما خطئ فالإثم لا غير. قال الشاعر:
والناس يلحون الأمير إذا هم * خطئوا الصواب، ولا يلام المرشد (2)